ديار بكر (زمان التركية) – كشفت مصادر أن القوات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ستنشئ خمس نقاط ارتكاز ومراقبة في كل مدينة على الحدود السورية التركية، والتي تقع تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية.
ومن المنتظر أن يتم إنشاء نقاط الارتكاز والمراقبة في المدن الواقعة في شمال سوريا، والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وستتولى مهام المراقبة فيها عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية.
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي نوري محمد، إن عناصر التنظيم ستشارك القوات الأمريكية في نقاط المراقبة التي سيتم إنشاؤها.
بينما أوضح مسؤول المجلس السوري الديمقراطي التابع لقوات سوريا الديمقراطية جيلو عيسى، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تحميهم من الأرض فقط، وإنما من خلال غطاء جوي أيضًا.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر بتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لبقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبر ذراعًا عسكريا لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، سيتم تأسيس خمس نقاط مراقبة في مدن: عين العرب (كوباني)، ومدينة تل أبيض، وخمس نقاط مراقبة في كل مدينة أخرى، وصولًا إلى مدينة ديريك التابعة لمنطقة منبج.
نقاط مراقبة أمريكية من كوباني وحتى دريك
وتشير المصادر إلى أن نقاط المراقبة سيتم تأسيسها في مدن كوباني وتل أبيض ورسولين وقميشلي وعمودا ودريك والدرباسية. وسيقوم بعملية التأمين بها عناصر تابعة لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي والقوات الأمريكية المشاركة ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، وسيتم تدعيمها بدوريات بسيارات مدرعة.
وكانت تركيا أبدت في وقت سابق رفضها خطة الولايات المتحدة لنشر نقاط مراقبة عسكرية شمال سوريا على الحدود مع تركيا.
وتقول واشنطن إن الهدف هو الحد من التوتر بين القوات التركية والمسلحين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
بينما اعتبر وزير دفاع تركيا، خلوصي آكار، وجود تلك النقاط على الحدود محاولة لحماية مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها بلاده “إرهابية”.
وقال خلوصي أكار: “رأيي أن هذه الإجراءات تزيد الأمور تعقيدا، وأخبرنا نظراءنا الأمريكيين بعدم رضانا عن ذلك مرارا” بحسب ما نقلت وكالة (الأناضول).
وكان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قال الأسبوع الماضي إن واشنطن تريد إنشاء نقاط مراقبة عسكرية على طول الحدود السورية الشمالية، للمساعدة في تخفيف التوتر بين الأتراك وحلفائها الأكراد الذي تدعمهم واشنطن في الحرب على تنظيم “داعش”. وأوضح أن القرار سيتخذ “بالتعاون مع تركيا”.
وقال أكار إن تركيا “لن تتردد في اتخاذ الإجراءات الضرورية على الجهة الأخرى من حدودها لمواجهة أي تهديد”. داعيا الولايات المتحدة إلى وقف دعمها لمليشيا وحدات حماية الشعب الكردي، مشيرا إلى أن نقاط المراقبة “لا فائدة منها”.
ويأتي الرفض التركي لنشر نقاط مراقبة عسكرية أمريكية شمال البلاد، رغم التعاون المشترك في منبج شمال سوريا وتسيير دوريات عسكرية تركية بجانب الأمريكية في المدينة التي يتواجد بها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية.
وتعتبر تركيا الوحدات الكردية في سوريا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يقود تمردا على أنقرة منذ عقود ويشن هجمات في المدن التركية.
وفي شأن متصل كانت صحيفة “يني شفيق” التركية قالت إنه تم رصد تحركات عسكرية سعودية إماراتية بمنطقة شرق الفرات بالقرب من الحدود التركية، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه أنقرة بشن عملية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في المنطقة. بنما نفت من جهتها السفارة السعودية في تركيا وجود أي قوات تابعة للمكلة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى انتشار القوات السعودية والإماراتية في مناطق شرق الفرات تحت غطاء القوات الأمريكية الموجودة هناك في إطار عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
يذكر أن وحدات حماية الشعب الكردية كانت قد أعلنت يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني استئناف هجماتها على مواقع تنظيم “داعش” في سوريا، بعد توقفها بسبب تصاعد التوتر مع تركيا، على إثر القضف الذي تعرضت له قرى ريف منطقة عين العرب “كوباني”.