باليك أسير- تركيا (زمان التركية) – تواصل الأجهزة الأمنية التركية عمليات القمع الممنهج ضد المعتقلين بتهمة الانتماء لحركة الخدمة، داخل سجن كابسوت الواقع في مدينة باليك أسير في قلب تركيا.
وبحسب الروايات المتداولة حول أرض الظلام “سجن كابسوت”، فغرفة الاحتجاز التي تكفي لـ18 شخصًا على أقصى تقدير، تضم ما يزيد عن 40 شخصًا، ويتم تخصيص دورة مياه واحدة لكل 20 شخص. كذلك يتم توفير المياه الساخنة لمدة ثلاثة ساعة على مدار يومين أسبوعيًا فقط.
حتى أن مدير السجن مصطفى ياشار، وضع حدًا لكمية المياه التي يحصل عليها المعتقلون والسجناء من الكافيتريا بـ10 لترًا أسبوعيًا فقط، بعد أن كان 20 لترًا.
هذه الكمية المحددة من المياه بشكل أسبوعي، يجب أن تكفي المعتقل لاستخدامها في كافة أغراضه بما في ذلك الشرب والشاي والطعام. في حين أن الإنسان يحتاج إلى 2 لتر من المياه يوميًا للشرب فقط، أي ما يعادل 14 لتر من المياه أسبوعيًا.
أما الطعام فيقدم للمعتقلين والسجناء إما مملوءً بالدهون أو محترقًا، بعد ان كان سابقًا يقدم ثلاثة أنواع من وجبة الإفطار، ولكنه تراجع بعد التعديلات الأخيرة إلى نوع واحد إجباري. وفي كثير من الأحيان يقدم لكل سجين أو معتقل بيضة واحدة مسلوقة كوجبة للإفطار، أو 5-6 حبات من الزيتون.
كما وصل الأمر إلى منع الكافيتريا الملحقة بالسجن من توفير الزيتون والجبن والمأكولات التي يحصل عليها المعتقلون لسد جوعهم. فضلًا عن عدم تمكنهم من الوصول إلى الفواكه والخضروات.
ومطلع العام الحالي توفى مدرس تركي يدعى لقمان أرسوي بعد 3 أيام من نقله من سجن كابسوت الذي كان يقبع بداخله بتهمة الانقلاب إلى المستشفى على إثر فقدانه للوعي حيث تبين في النهاية إصابته بسرطان القولون داخل السجن.
يشار إلى أن سجن كابسوت افتتح في شهر أبريل/ نيسان 2010، ويتكون من 6 أبنية، ويسع حتى لألف و400 سجين، على حسب ما أعلن النائب العام في مدينة باليك أسير في ذلك الوقت.
لكن بحسب التقرير الصادر عن لجنة فحص حقوق الإنسان في البرلمان التركي، المعلن حول نتائج العام الماضي، فإن السجن يضم في تاريخ 8 فبراير/ شباط 2017، ألفين و19 سجينًا.
وكان وزير العدل التركي عبد الحميد جول، قد قال في تصريحات له في الأسبوع الماضي أن السجون التركية تضم 260 ألفا و144 سجينًا.
إلا أن تقارير وزارة العدل التركية، تشير إلى أن الطاقة الاستيعابية القصوى للسجون التركية هي 207 ألفًا و339 سجينًا. أي أنه يكشف عن وجود 52 ألفا و805 سجينًا إضافيًا داخل السجون المكتظة.
وكانت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” دعت مؤخرًا إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس في تركيا ضد المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان باسم “الأمن القومي” حيث هناك نحو 50 ألف معتقل بتهمة الانقلاب في تركيا، كما فصل من العمل أكثر من 130 ألف موظف بالتهمة ذاتها.
وقالت المنظمة الدولية إنه “لا يجب السماح لحكومة الرئيس أردوغان بمواصلة تقويض حقوق الإنسان” واستمرار الحملة المروعة التي أطلقتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، عقب محاولة انقلاب يوليو/ تموز 2016، ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين والأكاديميين، وكثيرين غيرهم ممن يُنظر إليهم على أنهم معارضين.