برلين (زمان التركية) ــ يبدو أن الخلاف بين حكومتي أنقرة وواشنطن لم ينته بعد على الرغم من محاولات التهدئة بين الطرفين، فكلما هدأت الأمور سرعان ما تحدث تطورات تشعل الخلاف مرة أخرى وآخرها كان الهجوم الذي شنه وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو على الإدارة الأمريكية.
ويبدو أن الوزير التركي سيشعل النار الخامدة تحت الرماد، بعد قوله إن الولايات المتحدة حوّلت الحدود السورية العراقية إلى ما سماه “مختبرًا للإرهاب”.
ويتجلى انعدام الثقة بين الإدارة الأمريكية والتركية خاصة في القضيتين السورية والكردية، حيث لكل منهما رؤيتان مختلفتان متعارضتان على الرغم من أجواء المجاملات واللغة الدبلوماسية التي يتم بثها بين الحين والآخر.
في تصريحاته الأخيرة لوكالة الأناضول التركية الرسمية قال وزير الداخلية التركي إن الولايات المتحدة تعقد صفقات مع الإرهابيين حول تقاسم النفط من الآبار الواقعة على الحدود العراقية السورية.
وأضاف: “أمريكا حوّلت الحدود العراقية السورية إلى مختبر للإرهاب”.
ويرى المراقبون أن التحسن الجزئي في العلاقات التركية – الأميركية بعد الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون وتراجع الطرفين عن العقوبات التي فرضها على الطرف الآخر لم يكتب النهاية للتوترات القائمة بين البلدين.
القضية الكردية أبرز نقاط الخلاف
تركيا تعتبر التنظيمات الكردية المسلحة وتحديدًا قوات سوريا الديمقراطية تنظيما إرهابيا مسلحا باعتبار أنها تراه امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي (بي كي كي)، أما الولايات المتحدة فترى أنها قوات صديقة ومتعاونة في الوقوف ضد الإرهاب وضد النظام السوري.
كل ذلك دفع وزير وزير الداخلية التركي في تصريحات سابقة، إلى وصف الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها تتبع سياسة “ازدواجية المعايير”، في تعاملها مع عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها ملف العمال الكردستاني.
وأضاف صويلو أن الولايات المتحدة أدرجت ثلاثة إرهابيين من تنظيم “بي كي كي” على قوائم المطلوبين لديها، ولكنها في نفس الوقت تتقاسم النفط معهم في سوريا والعراق، على حد زعمه.
و بلهجة حادة، أكد صويلو أن “تركيا الجديدة لم تعد هي تركيا كما السابق، ومن يصفها بأنها تركيا القديمة فهو مخطئ ويعلم بأنه مخطئ.”
وزعم الوزير التركي أن عائدات تنظيم (بي كي كي) الإرهابية من تجارة المخدرات تصل إلى مليار ونصف مليار دولار.
وكانت الحكومة التركية رحبت بقرار الولايات المتحدة رصد ملايين الدولارات مكافأة للمساعدة في القبض على ثلاثة من كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور، لكنها قالت إن على واشنطن أن تفك تحالفها مع المسلحين الأكراد في شمال سوريا.
و الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وضعت مكافآت تصل إلى خمسة ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عن “مراد قريلان” القائد العسكري بحزب العمال الكردستاني وأربعة ملايين دولار عن “جميل بايك” وثلاثة ملايين عن “دوران كالكان”، وهما قياديان آخران بالحزب الذي يشن تمردا على تركيا منذ 34 عاما.
هدأت تلك الإجراءات من حدة الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي، غير أنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بسبب أمور، منها الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.