أنقرة (زمان التركية) ــ كشف تقرير صحفي عن استغلال بعض مسئولي البلديات في تركيا نفوذهم من أجل جمع التبرعات لبناء المساجد بهدف التربح من ورائها.
خلال الآونة الأخيرة أصبح بناء المساجد في ولاية ديار بكر جنوب تركيا، مصدر دخل وتحقيق مكاسب كبيرة لبعض الأشخاص، حيث يجني من يتصدون لعملية تشييدها أموالًا طائلة يحصلون عليها من التبرعات التي يقومون بجمعها، بحسب ما كشف تقرير لموقع “أحوال تركية”.
ومن الجدير بالذكر أن ديار بكر بها 1011 مسجدًا، فيما يجري حاليًا تشييد 8 مساجد أخرى. ووصلت تكلفة المساجد التي لا تزال قيد الإنشاء بمنطقة “قايا بنار”، لمبالغ خيالية تتراوح بين 25 و30 تريليون ليرة تركية.
ومن أبرز من يقومون بذلك، بحسب ما ورد في “أحوال تركية”، الرئيس السابق لـ”وقف أنصار” “علي يغمور” مساعد رئيس بلدية “باغلار” بولاية ديار بكر، وعضو بالمجلس الاستشاري لـ”جمعية شباب تركيا”ورئيس جمعية “بناء المساجد وإحيائها” بذات الولاية.
وكشف التقرير عن إشكالية بناء مسجد يسعى “علي يغمور” لإنشائه في منطقة “قايا بينار” للتربح من ورائه رغم وجود قرار من البلدية الكبري بعدم إنشائه، وذلك لأن المساحة التي خصصت للمسجد كانت مخصصة في خطط الإعمار الخاصة بالبلدية لتكون متنزها، بالإضافة إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المساجد في المنطقة ومن ثم رفض الأهالي بناء المسجد. رغم ذلك لم يمتثل علي يغمور مدير جمعية “بناء المساجد وإحيائها” للقرار، وقام بوضع بعض الأخشاب ومستلزمات البناء وحفر منطقة صب الأساس، مما أغضب سكان المنطقة وقاموا بشكوى إلى الجهات المعنية والتي قامت بدورها بوقف البناء إلا أنها لم تقم بسد الحفرة أو إصلاح المكان، مما جعل منه ملجئًا لمتعاطي المخدرات.
وصرح أحد سكان المنطقة أنه قبل عامين حاول التفاهم مع “علي يغمور” بسبب تضرر سكان المنطقة من بقاء الحفرة التي حفرها ووجود أخشاب ومواد بناء في مكان إنشاء المسجد المحظور بناؤه إلا أن “يغمور” قابل طلبه بالرفض والتهديد.
وأكد أن يغمور يتصرف بكل أريحية لأن بلدية “قايا بينار” تقوم بحمايته.
وأضاف أن هناك إصرارا على بناء المسجد في نفس المكان بهدف تحقيق مكاسب طائلة، وعلي الرغم من منع البلدية الكبري للبناء ورفض الأهالي إلا أن “يغمور ” قام بتعليق إعلان لجمع التبرعات على مدخل دار لتحفيظ القرآن تابعة لإدارة الإفتاء بـ”قايا بينار”، وكتب رقم هاتفه عليها وبجواره جملة “ننتظر مساعداتكم”.
وفي تصريح لموقع “أحوال تركية”، أكد إمام مسجد بديار بكر، صحة مسألة المكاسب التي يحققها البعض من وراء إنشاء المساجد، وقال في هذا الصدد: “90% من المساجد التي يتم تشييدها في ديار بكر تتكفل ببنائها العديد من الجمعيات التي يتم إنشاؤها لهذا الغرض، وبعض هذه الجمعيات تتحرك في عملها كإدارة كاملة، لكن البعض الآخر منها يعطي كافة الصلاحيات لرئيس الجمعية، وكما تعلمون عندما تجتمع كافة الصلاحيات والسلطات في يد شخص واحد، لا يمكن لأحد غيره أن يعرف حساب الملايين التي يتم جمعها لصالح المساجد، وذلك لأنه لا يوجد أي نوع من الرقابة على هذه الأموال.
وبحسب ما تذكره هذه الجمعيات فإن التكلفة البسيطة للمسجد الواحد تتراوح بين 15 إلى 30 تريليون ليرة. فإذا استولى رئيس الجمعية على 10 في المئة فقط من هذا المبلغ، فستكون لديه أموال طائلة، وهذا هو السبب في تحرك الكثيرين خلال السنوات الأخيرة لإنشاء المساجد؛ لأنهم يرون في الأمر مصدر دخل كبير بالنسبة لهم، لا سيما في ظل غياب الرقابة والشفافية”..