أنقرة (زمان التركية) – أصدرت نيابة أنقرة قرارات اعتقال بحق 32 شخصا في إطار تحقيقات المحاولة الانقلابية بحق الموظفين المفصولين من وزارة الصحة والعاملين السابقين بالمستشفيات.
ووجه للموظفين المفصولين تعسفيًا تهمة استخدام تطبيق بيلوك الذي تزعم السلطات أنه كان وسيلة التواصل بين الانقلابيين عام 2016.
وبدأت قوات الأمن حملة أمنية في 6 مدن من بينها أنقرة للقبض على المشتبه بهم، حيث تم إلقاء القبض على 18 منهم، وتواصل فرق مكافحة الإرهاب بمديرية أمن أنقرة حملتها للقبض على 14 شخصا آخرين من المطلوبين.
بايلوك: أساس اتهامات أردوغان ضد الخدمة
وسبق أن نشرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة وثائق نسبتها إلى جهاز المخابرات حول محتويات مراسلات ومكالمات “سرية” زعم أنها جرت بين الانقلابيين عبر تطبيق “بايلوك”، وقدمتها لقرائها على أنها دليل على وقوف حركة الخدمة التي تستلهم فكر الداعية فتح الله كولن وراء الانقلاب الفاشل في منتصف العام الماضي. ورغم أنه كان مجرد تطبيق هاتفي للتواصل مثل نظيراته من عشرات التطبيقات للمحادثات “واتس آب” و”فيبر” و”لاين” و”وي تشات” و”سكايب” و”إيمو” و”بي بي إم” وغيرها، إلا أنه كان الأساس الذي اعتمد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان في اتهامه لحركة الخدمة بتدبير هذه المحاولة الغاشمة.
تطبيق بايلوك مفتوح للجميع
ومع أن حكومة أردوغان زعمت أن تطبيق بايلوك كان “الوسيلة السرية للتواصل بين الانقلابيين”، و”لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة”، و”لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث”، وكل عمليات الاعتقال والفصل تجري بتهمة استخدام هذا التطبيق وإن لم تكن مشاركة فعلية في محاولة الانقلاب، إلا أن ديفيد كينز؛ مؤسس تطبيق بايلوك، أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأن التطبيق نزله حوالي 600 ألف شخص، وهو مفتوح للجميع، وليس مقتصرًا على المنتمين إلى حركة الخدمة، كما زعم أردوغان.
وفي 17 من شهر يناير المنصرم (2017) نشرت معظم الصحف التركية تقريرا أعدته المخابرات التركية يتناقض مع أطروحات مع حكومة الرئيس أردوغان حول تطبيق بايلوك. ومع أن التقرير أعد أصلا من أجل الدعاية السوداء ضد حركة الخدمة، وتقديم أدلة جديدة تساند نظرية وقوفها وراء الانقلاب الفاشل، إلا أن “قراءة ما بين السطور” تكشف أن المخابرات التركية تعترف بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع. بمعنى أنها نفت مزاعمها السابقة التي ادعت فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، كما أقرت بأن هذا التطبيق قد بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، التقرير الذي أيد تصريحات صاحب التطبيق وأسقط مزاعم أردوغان.
الاستخبارات تعترف بوجود خطأ كبير في اعتقالات “الانقلاب”
وتبين أن جهاز الاستخبارات التركية أرسل لوزارة العدل خطابًا في 27/05/2017 يحمل عنوان “استخدام تطبيق بايلوك”، معترفًا بحدوث خطأ كبير في البيانات الخاصة بمستخدمي التطبيق. وحذر من أن القائمة الخاصة بمستخدمي تطبيق بايلوك قد تكون غير دقيقة، بسبب إمكانية مشاركة الإنترنت مع الآخرين عن طريق الشبكات اللاسلكية “واي فاي”.
وإذا أخذنا في الاعتبار أن السلطات التركية تعتقل في الوقت الراهن كل من نزل تطبيق بايلوك (ByLock) من جوجل بلاي أو آب ستور على هاتفه الشخصي يتبين حجم المظالم التي تسبب فيها هذا الخطأ إن لم يكن متعمدًا.