أنقرة (زمان التركية) – يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن تكون له كلمة مسموعة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال القواعد العسكرية الخارجية التي أسستها تركيا في قلب الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع تأسيس القواعد العسكرية التركية في عدد من المناطق في منطقة الشرق الأوسط، سجلت صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية زيادة خلال العام الماضي بلغت 3.72% لتصل إلى 1.74 مليار دولار أمريكي.
أمَّا عن القواعد العسكرية التركية في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد توترات أكثر وكذلك القرن الإفريقي، فقد أسست القوات المسلحة التركية قاعدة عسكرية في “الصومال”، حيث تزايدت دوريات التأمين البحرية لمواجهة أعمال القرصنة؛ وكذلك أسست قاعدة عسكرية لدى حليفها “قطر”، بالرغم من موقف دول المقاطعة العربية تجاه دولة قطر.
كما تولى الجيش التركي مهام إعادة تحديث الجيش الصومالي وتدريب الضباط والعسكريين، واتبع الأمر نفسه فيما يتعلق بالقاعدة العسكرية في قطر.
السودان
بهذا تكون القوات المسلحة التركية قد اكتسبت نفوذا كبيرًا بين البصرة وخليج عدن، إلا أنها لم تكتف بذلك، ووقعت اتفاقًا مع الحكومة السودانية خلال العام الماضي بغرض إعادة إعمار جزيرة سواكن الواقعة على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد.
وأجرى نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو زيارة للسودان في شهر فبراير/ شباط الماضي، بحث خلالها ملف إعمار الجزيرة مع وزير السياحة السوداني.
إلا أن الأمر بدأ يأخذ شكلًا آخر، وبدأ الطابع العسكري يظهر عليه؛ إذ أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان جولار زيارة لجزيرة سواكن، خلال الأسبوع الماضي.
وكشفت مصادر أن القوات البحرية التركية بدأت أمس الأربعاء أعمالها لتأسيس قاعدة عسكرية بحرية في جزيرة سواكن.
ومن خلال تأسيس تلك القاعدة ستكون تركيا قد شكلت مثلثًا مكونا من قطر والسودان والصومال، يقع على تماس مع الخط الأهم لمرور ناقلات البترول عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وتقع “سواكن” على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وتبعد عن الخرطوم حوالي 560 كيلو مترا، وقرابة 70 كيلو مترا عن مدينة بورتسودان، ميناء السودان الرئيس، وتم استخدام الجزيرة ميناء للحجاج من جميع أنحاء إفريقيا لعدة قرون. وتعتبر نقطة هامة للتجارة في المنطقة. وأعلنت الحكومة السودانية خلال العام الماضي، تخصيصها لصالح تركيا من أجل إعادة إعمارها.
يشار إلى أنه لا يوجد أي اتفاقيات تعاون عسكري بين تركيا والسودان؛ إلا أن الخبراء يقولون إن تركيا قد تؤسس قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة، بقرار من حكومة الخرطوم، من أجل أمن هذا الميناء في المستقبل.
وكان قرار الحكومة السودانية تخصيص الجزيرة لصالح تركيا، قد أغضب كلا من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وبحسب الخبراء العسكريين، فإن الغرض من هذه القاعدة هو أن تظهر تركيا قوية في منطقة الشرق الأوسط وأن تكون لها كلمة مسموعة فيها، بالإضافة إلى تخويف كل من مصر والسعودية.
أما وسائل الإعلام المصرية فقد أكدت أن الغرض من الاتفاق بين تركيا والسودان هو إقامة قاعدة بحرية في السودان، والإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
بينما تشهد العلاقات بين مصر وتركيا توترًا كبيرًا منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني السابق محمد مرسي في عام 2013، من خلال ثورة شعبية في 30 يونيو/ حزيران.
الصومال
يضم السودان أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج أراضيها.
تضم القاعدة العسكرية التركية في قلب العاصمة الصومالية مقديشو نحو 200 من العناصر التابعة للقوات المسلحة التركية، وتقع على مساحة 400 فدان، وتضم 3 مدارس عسكرية.
وفي أغسطس/ آب الماضي، تخرج 47 ضابط صف صومالي من المدارس العسكرية التركية في مقديشو، من بينهم 37 ضابط صف من القوات البرية، و5 من القوات البحرية، و5 من القوات الجوية.
ومن المخطط أن تقدم القاعدة التركية “القرن الأفريقي” خدماتها التعليمية العسكرية لنحو 1500 عسكريا صوماليا في العام الواحد، وتعتبر جارة لدولة جيبوتي التي تضم قواعد عسكرية لكل من أمريكا وفرنسا والصين واليابان وإيطاليا.
قطر
خلال السنوات الأخيرة أصبحت قطر أهم حليف لتركيا في منطقة الخليج العربي. وتضم قطر قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، فضلًا عن اتفاقيات التعاون العسكري والدفاع المشترك بين البلدين.
تعرف القاعدة العسكرية التركية في قطر باسم “قاعدة الريان” وتسع لنحو 3 آلاف شخص، وتوفر الدعم اللوجستي عن طريق البحر والجو، ويتواجد بها نحو 300 عنصر تابع للقوات التركية. وفي الأيام الأخيرة بدأت القاعدة تشهد زيادة في أعداد الجنود الأتراك بالإضافة إلى تدعيمها بمركبات مصفحة ومدافع.
ومن جانبه أعلن سفير تركيا لدى الدوحة فكرت أوزار أن تركيا ستعزز قواتها البرية في قطر، بدعم جوي وبحري أيضًا.
وتعتبر القاعدة التركية في قطر هي ثالث أكبر قاعدة عسكرية في قطر بعد قاعدة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.