القاهرة (زمان التركية) ــ نشر الكاتب الصحفي المصري محمد أمين المصرى، مقالاً بجريدة الأهرام، روى فيه خواطره حول لقائه بالمفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يتخذ من التعليم رسالة إنسانية له ولحركة الخدمة التي تعتبر الملهم الفكري لها.
وفيما يلي المقال كاملاً:
قادتنى الصدفة فى أثناء مشاركتى فى مؤتمر «جمعية الصحفيين والكتاب الدولية» بالتعاون مع الأمم المتحدة بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية الى الذهاب مع أصدقاء مشاركين بنفس المؤتمر الى ولاية نيوجيرسى أكثر من مرة..
الأولى عندما ذهبنا الى ولاية بنسلفانيا لمقابلة المفكر التركى الكبير فتح الله جولن فى مقره هناك، حيث قضينا أنا وصديقى ورفيقى فى مهمتى الصحفية بكاملها إسحاق أنجى رئيس الشئون الدولية بجريدة زمان التركية، عدة ساعات لنغادرها الى بنسلفانيا التى أمضينا فيها بقية اليوم وحتى صباح اليوم التالي، ومن الصدف الجميلة أن كل الذين يذهبون للقاء المفكر التركى ربما يقابلونه مرة واحدة، ولكن شاء حظى أن ألتقيه مرتين، وتخيلت خلال اللقاءين نهاية المعركة التى يشنها النظام التركى ضد مؤسس حركة «الخدمة» التى تتخذ من التعليم رسالة إنسانية لها، فهى بعيدة تمامًا عن عالم السياسة، فالعلم والتعليم هدفها ومبتغاها، فهى لا تهتم سوى بإرساء مفهوم العلم وإعلاء القيم الإنسانية، ولذا تؤسس المدارس فى جميع أنحاء العالم باستثناء إيران وإسرائيل على ما اعتقد، والسبب فى ذلك كونهما يقومان على مفهوم الدولة الدينية الذى ترفضه “الخدمة”.
ويؤمن جولن كما يقول فى إحدى مقالاته بضرورة إعداد الطفل إعدادا جيدا: «على كل أمة تريد ضمان مستقبلها توجيه بعض عنايتها الى تربية وتنشئة أطفالها الذين سيكونون رجالها فى المستقبل بدل تبذير طاقتها وسنواتها هنا وهناك..ومع أن الكثير من الجهود المبذولة ستذهب أدراج الرياح، إلا أن أى جهد مبذول فى سبيل تربية الأجيال يكون مصدرا لا ينضب من الخير». وكان لقائى الثانى فى نيوجيرسى مع عبد الله سلوى الخبير فى الشئون التركية الدولية، وأمضينا معه ما يقارب الساعتين لإلقاء الضوء على جميع المستجدات التركية الدولية والإقليمية والمحلية والتعرف على رؤاه لكيفية تضافر الجهود العالمية لوضع حد لمجازر النظام التركى حيال شعبه الذى أصبح مشردًا وسجيناً داخل بلده.