ديار بكر (زمان التركية) – بينما يجوب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” العالم بطائرته الفاخرة ويجلس على كرسيه الذهبي وتزداد قصوره وأملاكه داخل وخارج تركيا يقاسي المواطنون أوضاعًا مزرية.
سكان قرية قامشلي بينار، وهي قرية تقع على بعد 50 كليو مترا خارج محافظة ديار بكر، والتي يقنطها غالبية كردية، يعانون من حياة غير أدمية في بيئة ملوثة. فمنذ حوالي 30 سنة أنشأت الحكومة التركية مكبا للنفايات بالقرب من تلك القرية، مما نتج عنه آثار سلبية اضطرت السكان المحليين إلى ترك تربية الحيوانات والبدء في جمع القمامة بدلا من ذلك.
لم يجد سكان تلك البلدة الصغيرة عملا آخر دون النبش في القمامة طوال اليوم وجمع الزجاجات البلاستيكية والمعدنية وبيعها بثمن بخس إلى شركات إعادة التدوير لكسب لقمة العيش، بحسب خبر أورده موقع “أحوال تركية”.
يقول محمد شيرين كهرمان وهو أحد سكان القرية: “لا يوجد هنا سوى مصنع واحد يشتري العبوات البلاستيكية، ويعطوننا سعرهم الخاص بهم، لكن الحال ليس كذلك في مدن أخرى. هنا تُشترى النفايات البلاستيكية مقابل ليرة واحدة، لكننا نعلم أن ثمنها 1.5 ليرة للكيلوغرام في إسطنبول. لقد انخفضت الأرباح، والجميع يقولون إنهم الآن يعملون لفترات أطول ويجنون أموالا أقل مقارنة مع السنوات السابقة”.
وقال كهرمان إنه في أغلب الأحيان يعمل لمدة عشر ساعات يوميا في البحث في النفايات بموقع المكب، وأضاف أن اللاجئين الوافدين من سوريا ويعيشون في المدينة يبحثون بالفعل في القمامة قبل أن تصل إلى قامشلي بينار.
وتابع كهرمان: “عملنا طوال اليوم لا يغطي سوى نفقاتنا فحسب. لا نكسب كثيرا من القمامة. ففي الحقيقة، يصل اللاجئون الذين يكافحون من أجل حياة مختلفة في المدن إلى هذه النفايات قبل أن تصل إلينا. لذا، لا نحقق ربحا كبيرا”.
لم يكن البحث في القمامة إلا ملاذا أخيرا لأولئك الذين يعجزون عن إيجاد عمل لهم في مكان آخر. وقال كهرمان إنه حاول العثور على وظيفة أخرى، ولكن دون جدوى.
وأردف قائلاً: “لا يوجد أي نوع من أنواع الاستثمار في الشرق. والأهم من ذلك، لا توجد فرص عمل لشبابنا. ثمة عنصرية شديدة تمارس بحق الأكراد في الغرب، ولا يمكننا أن نذهب إلى هناك. فعلى سبيل المثال، يذهب الكثير من أهل قريتنا لجمع البندق في موسم البندق، لكن الناس عموما يرشقون المركبات والحافلات بالحجارة، ويتعرضون للاعتداء. لذا لا نستطيع الذهاب”.
وقد وافقه الرأي برهان دمير البالغ من العمر 25 عاما، وهو من سكان القرية الذين يجمعون القمامة، إذ يقول: “نحاول الحصول على عمل، لكن أناسا آخرين يكسبون المال. نحن لا نُكافأ على جهودنا، لأن هناك بضعة أشخاص هم فقط من يجنون أموالا من عملنا. نعمل طوال اليوم في مكب النفايات. والأشياء التي نجمعها تباع بثمن بخس”.
وأضاف: “توجد 33 أسرة في القرية. لدينا حوالي 100 نسمة… جميع من يعيشون في القرية يكسبون كل قوت يومهم من جمع القمامة. نحن أناس منكوبون بالفقر. نحن فقراء – وهذا هو سبب وجودنا في مكب النفايات”.