لندن (زمان التركية) – تناول تقرير أعدته شبكة (بي بي سي) النتائج المحتملة لتطبيق الولايات المتحدة الحزمة الثانية من العقوبات على إيران، اليوم الاثنين.
وستعيد الإدارة الأمريكية تفعيل كل العقوبات، التي رفعت وفقا للاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه عام 2015، وتستهدف إيران والدول التي تتعامل معها تجاريا.
ما النتائج المحتملة؟
أعادت واشنطن فرض العقوبات على إيران تدريجيا، لكن محللين يقولون إن الحزمة الأخيرة هي الأشد حتى الآن.
وسيتم وضع أسماء أكثر من 700 فرد وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات، بما في ذلك البنوك الكبرى، ومصدري النفط وشركات الشحن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن أكثر من 100 شركة عالمية كبرى انسحبت من إيران، بسبب العقوبات المرتقبة.
وأضاف أن صادرات إيران النفطية انخفضت، بنحو مليون برميل يوميا، ما يخنق المصدر الرئيسي للدخل في البلاد.
فضلا عن ذلك، فإن جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت”، ومقرها في بروكسل، يتوقع أن تقطع اتصالاتها بالكيانات الإيرانية المستهدفة بالعقوبات، مما سيعزل إيران عن النظام المالي الدولي.
كيف كان رد فعل الدول الأوربية؟
اعترضت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وجميعها ضمن الدول الخمس التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق، على العقوبات الأمريكية.
وتعهدت الدول الثلاث بدعم الشركات الأوربية، التي تقوم بـ”أعمال تجارية شرعية” مع إيران، وأسست آلية بديلة لدفع الأموال، ستساعد تلك الشركات على التجارة، دون مواجهة العقوبات الأمريكية.
لكن محللين يشككون في أن ذلك سوف ينعكس بشكل كبير على تأثير العقوبات على طهران.
وحذر وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، من أن واشنطن سوف تستهدف “بقوة” أي شركة أو منظمة “تتحايل على عقوباتنا”.
من يُعفى من العقوبات؟
منحت إدارة ترامب استثناءات لثماني دول، بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني، دون أن تسمهم.
وأفادت تقارير بأن تلك الدول تتضمن حلفاء واشنطن: إيطاليا، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والصين.
وقال بومبيو إن الدول الثمانية حققت بالفعل “انخفاضا كبيرا في وارداتها من النفط الخام” الإيراني، لكنها بحاجة إلى “المزيد من التخفيض للوصول إلى الصفر”.
وأضاف أن اثنتين من تلك الدول سوف توقف في النهاية وارداتها، بينما الدول الست الأخرى ستخفضها إلى حد كبير.
كيف كان رد الفعل في إيران؟
تهدف الولايات المتحدة إلى أن يتزامن فرض العقوبات مع ذكرى حصار سفارتها في طهران، في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1979، والذي حدث عقب سقوط نظام الشاه المدعوم من واشنطن.
واحتجز 52 أمريكيا في السفارة لمدة 444 يوما، وأصبح البلدان عدوين منذ ذلك الحين.
وينظم متشددون إيرانيون تظاهرات، لإحياء ذكرى حصار السفارة كل عام، لكن المتظاهرين أمس الأحد عبروا عن غضبهم إزاء العقوبات.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية في إيران إن الملايين خرجوا إلى الشوارع، لتأكيد ولائهم للمرشد الأعلى خامنئي، لكن بي بي سي لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل، من هذا الرقم.
جاء ذلك عقب خطاب ناري لخامنئي السبت، حذر فيه الولايات المتحدة من أنها لن تستطيع “استعادة سيطرتها” على إيران، التي كانت قبل عام 1979.
لكن بعض الإيرانيين ذهبوا لموقع تويتر، للتعبير عن إحباطهم من النظام، ودشنوا وسما بعنوان “آسفون على حصار السفارة الأمريكية”، وجذب أكثر من 19 ألف تغريدة.
وكتب أحد المغردين: “أمريكا ليست عدونا، عدونا أخذنا كرهائن داخل بلدنا”.