الزقازيق (زمان التركية) ــ حصلت الباحثة المصرية “ميادة ثروت محمد الصغير”، على درجة الماجستير من جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية بتقدير “ممتاز” من خلال رسالة تناولت دراسة تحليلية للجانب العرفاني عند العالم التركي من أصل كردي سعيد النورسى صاحب لقب “بديع الزمان”.
وجرى اليوم الأحد مناقشة الرسالة التي حملت عنوان “الجانب العرفاني عند سعيد النورسي” في معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقاقيق تحت إشراف كل من أ.د. هدى محمود درويش، العميد الأسبق لمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية وأ.د. محمد عبد الرحيم البيومي، عميد كلية أصول الدين، فيما ناقش الرسالة كل من أ.د. صابر عبده أبا زيد، أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف من جامعة جنوب الوادي والعميد السابق لكلية الدراسات الأدبية بأكاديمية جينج مربوط، وأ. د. محمد شحاتة إبراهيم، ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين.
وسعيد النورسي هو مفكر وعالم مبدع كانت له إسهامات في الفكر الإسلامي الأصيل والمعاصر، والتي بدأ المختصون في الفكر والبحوث الإسلامية في الشرق والغرب يعترفون بتميزها ونفاستها في مجال الإصلاح عموما، الفكري أو السياسي والاجتماعي على حدِّ السواء. ومع ذلك بقي هذا الرجل شخصية غير معروفة بالقدر الذي تستحقه خاصة في الوطن العربي بصفة عامة والمغرب العربي بصفة خاصة.
وكرس النورسي حياته للقيام بمشروعٍ سماه “إنقاذ الإيمان وخدمة القرآن”، ويقوم المشروع على تحويل إيمان الناس من مجرد إيمان تقليدي موروث إلى إيمان تحقيقي مشهود، كما يقوم على تبيان “حقائق” القرآن للناس وأبرزها التوحيد والنبوة والحشر.
ويجسد الدكتور محسن عبد الحميد منهج العلامة النورسي في عباراته المركزة التالية: “كان النورسي يؤمن بـ”النظام”، ويبعد “الفوضى”، ويؤمن بـ”التدرج” ولا يعتقد بـ”الطفرة. فالنظام والتدرج هما أساس الوجود كله، وأي خروج عليهما يعني إدخال الفساد عليه، وهو خروج واضح على تعاليم القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة. والقرآن هو الكون المقروء، والسنّة هي الكون المطبق في الحياة العملية.. وفي ضوء ذلك، فإن النورسي يدعو إلى تغيير اجتماعي منظم، يتمسك بقانون التطور الفطري التدريجي، ويجب أن يبدأ من القاعدة ويصعد إلى القمة، لا العكس؛ لأن العكس سيؤدي إلى زعزعة الحياة الاجتماعية، ويحصل منه شر مستطير، وتخريب كبير.. فهو يقول: ’إن من يشق طريقاً في الحياة الاجتماعية، ويؤسس حركة. لا يستثمر مساعيه، ولن يكون النجاح حليفه، ما لم تكن الحركة منسجمة مع القوانين الفطرية التي تحكم الكون، بل تكون جميع أعماله لأجل التخريب والشر. إذن فلا بدّ أن يكون قانون التغير في حياته هو التغير التدريجي، حتى لا يختلّ توازن الحياة، فيؤدي إلى نتائج عكسية”.
تركيا تحظر الاحتفال بذكرى سعيد النورسي
يذكر أن دار الإفتاء التركية بالعاصمة أنقرة رفضت مؤخرًا طلبا لجماعة النور للسماح لها بإجراء نشاط ديني يتمثل في إحياء ذكرى العالم الراحل بديع الزمان سعيد النورسي المتوفي عام 1960 بتلاوة الأمداح النبوية بمسجد كوجا تابه.
وحسب ما ورد في خبر صحيفة (يني أسيا) التابعة لإحدى جماعات النور، فإن مناسبة “المولد” للعالم سعيد النورسي تم السماح بها في مسجد كوجا تابه منذ 1990 حتى عام 2000، وتم السماح بها مجددا عام 2014، لكن تعرقل إجراء المناسبات عام 2015 بسبب حادث تفجير محطة قطار أنقرة، وكذلك عام 2016 بسبب المحاولة الانقلابية، وتم إلغاء المناسبة العام الماضي بحجة حالة الطوارئ. ووصفت الجريدة قرار الشؤون الدينية التركية هذا العام بـ”التعسفي”.