أنقرة (زمان التركية) – تستمر حالة الغموض في السيطرة على واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في يوم 2 أكتوبر/ تشرين الجاري، وسط سيناريوهات وروايات متضاربة.
ومن جانب يصرح المسؤولون الأتراك أنهم يجرون تحقيقات شاملة وموسعة للوقوف على ملابسات واقعة اختفاء خاشقجي، إلا أن الصحف ووسائل الإعلام التركية والقطرية تنشر يوميًا أخبارًا وتكهنات دون دليل حول مقتل خاشقجي بشكل وحشي داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبحسب الادعاءات المتداولة في وسائل الإعلام الموالية للنظام التركي فقد تم قتل جمال خاشقجي بشكل وحشي على يد فريق استخباراتي مكون من 15 شخصًا، عقب دخوله إلى مقر القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول بغرض توثيق إجراءات الزواج الخاصة به في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وتشير ادعاءات في الصحف ووسائل الإعلام التركية أيضًا إلى أن جثمان خاشقجي تم تقطيعه بعد قتله إلى 15 قطعة، وأخرج من مقر القنصلية بسيارة سوداء، ومنها إلى السعودية من خلال طائرة خاصة.
كما نشرت وسائل الإعلام التركية بيانات تفصيلية وصورا لفريق الاستخبارات الذي يجري الحديث عن تورطه في قتل خاشقجي.
إلا أن الكاتب أرطغرل أوزكوك الصحفي بجريدة (حريت) المقربة من أردوغان أعلن أن إحدى الصور المتداولة في وسائل الإعلام التركية للفريق المكون من 15 شخصًا المزعوم تورطهم في عملية خاشقجي تعود لعام 2013.
بينما زعمت جريدة (يني شفق) التركية المقربة أيضًا من حكومة حزب العدالة والتنمية، أنها تمتلك مقطعا مسجلا بالصوت من 11 دقيقة خاصا بعملية قتل خاشقجي من قبل الفريق الاستخباراتي.
وتقول الجريدة في خبرها إنه يظهر في الخلفية صوت القنصل العام السعودي محمد العتيبي خلال تعذيب خاشقجي وهو يقول: “قوموا بهذه العملية في الخارج. لا تجلبوا لي المصائب”. وتقول أيضًا إن هناك تسجيلا صوتيا آخر يقول أحدهم للعتيبي: “إذا أردت أن تعيش عندما تذهب إلى السعودية أصمت!”.
إلا أن الجريدة لم تنشر التسجيلات الصوتية نفسها، وإنما نشرت تفريغا صوتيا لها بشكل كتابي فقط.
وبالرغم من تأكيد جريدة يني شفق على أنها تمتلك تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو خاصة بعملية القتل، وهو ما تناقلته عنها باقي وسائل الإعلام التركية، إلا أن مراسل جريدة صباح التركية في واشنطن أعلن أن أخبار يني شفق لا تعكس الحقيقة.
أما قناة (الجزيرة) القطرية فتقول روايتها المزعومة إن خاشقجي قتل داخل غرفة القنصل السعودي بمقر القنصلية العامة في إسطنبول. وتم تقطيع جثمانه إلى قطع خلال 7 دقائق. وأن عملية التقطيع تمت عن طريق خبير التشريح الطبيب محمد صلاح الطبيقي، وأدى المهمة وهو يستمع لمقطوعات موسيقية.
أما التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي فقد كانت من قبيل “أحضروا الدليل على الادعاءات”، ومنهم من استند إلى الآية الكريمة “قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد علق على القضية، داعيًا إلى تبرئة ذمة المملكة العربية السعودية إلى أن يتم إثبات إدانتها في التحقيقات التي تجرى في الوقت الراهن.