فلسطين (زمان التركية) – تجذب القبائل الشركسية المقيمة في قرية “كفر كما” التي أنشأتها الدولة العثمانية في فلسطين، وتقع اليوم تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي، الرجال الأتراك للزواج من بنات القرية.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من القرية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، فإن القرية شهدت حتي الآن زواج 12 رجلاً تركيًا من بنات القرية، ويبدو أنه ستزداد أعدادهم يوما بعد يوم.
وكانت قبائل الشركس الموجودة في “كفر كما” قد طردت من منطقة القوقاز من قبل القوات الروسية خلال حرب القرم، مما دفع الدولة العثمانية لتسكينهم في منطقة سلانيك، وفي عام 1872 نقلتهم إلى الأراضي الفلسطينية. كانت المنطقة في عهد الدولة العثمانية تضم 10 قرى شركسية، ولكن الاحتلال الإسرائيلي أجبر الأهالي والقبائل على الهجرة من المنطقة، مما أدى إلى تراجع أعدادهم إلى قريتين فقط. وتضم قرية “كفر كما” ما يقرب من 4 آلاف شخص من أصل شركسي.
وبعد تسكينهم في قرية كفر كما في عهد الدولة العثمانية بفترة قصيرة، قاموا بتشييد مساجدهم، التي حافظت على نفسها على مر السنوات إلى أن وصلت إلى يومنا هذا، محتفظة بعلَم الدولة العثمانية على المنبر.
واعتبارًا من تسعينيات القرن الماضي، بدأت القبائل الشركسية في كفر كما إعادة إحياء علاقاتها مع أبناء جلدتها في تركيا، مع سهولة وسائل التواصل والانتقال وتزايد الرحلات الجوية وتطور التكنولوجيا.
وترتب على ذلك إقبال من الرجال الأتراك على القرية للزواج من أهلها ذوي الأصول الشركسية؛ ووصل عدد الأتراك المتزوجين من القرية إلى 12 تركيًا، بينما يتزايد عدد المتزوجين والعائدين مرة أخرى إلى تركيا.
ويوضح الأتراك المتزوجون هناك أن القبائل الشركسية في قرية “كفر كما” نجحوا في المحافظة على اللغة الشركسية بالرغم من مرور سنوات، مشيرين إلى أن هذا جعلهم لا يواجهون مشكلة في التواصل مع أهالي القرية.
وأوضح خير الدين أويانيك من مدينة دوزجا التركية أنه أقدم الأزواج الأتراك الذين جاءوا إلى كفر كما، وقد قدم إلى القرية للسياحة في عام 1991 بغرض التعرف على أبناء جلدته.
وأشار إلى أنه كان يفكر بالزواج من تركيا، ولكنه قام بتغيير خطته بعد المجيء إلى القرية.