أنقرة (زمان التركية) – قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن تركيا يمكنها بسهولة إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج في شمال سوريا إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.
واجتمع أردوغان مع بومبيو في وقت سابق اليوم الأربعاء قبيل مغادرته إلى مولدوفا.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين في مطار “إيسنبوغا” الدولي بالعاصمة أنقرة بعد اجتماعه مع بومبيو إن الولايات المتحدة أقرت بأن تنفيذ الاتفاق مع تركيا على تطهير منبج من وحدات حماية الشعب قد تأخر.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توعد في كلمة له أمس الثلاثاء أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتمنية الحاكم بأن أنقرة “ستتولى بنفسها فعل ما يلزم” في حال لم يلتزم الجانب الأمريكي في تنفيذ خارطة الطريق التي توصل إليها الطرفان بخصوص إخراج الوحدات الكردية من مدينة منبج مؤكدا أن “أنقرة مصممة على اتخاذ ما يلزم في حال عدم إقدام الجانب الأمريكي على ما يجب شرق الفرات أيضا”.
من جانبه حمل المسؤول في مجلس منبج العسكري تركيا وفصائل المعارضة المخاطر التي ربما تتعرض لها مدينة منبج في حال قيام الجيش التركي وفصائل المعارضة بعمل عسكري في مدينة منبج، قائلا: ” نعم ستكون مخاطر ويتحمل مسؤوليتها الطرف المهاجم ” مستبعداً في الوقت ذاته قيام “تركيا بعمل عسكري في مدينة منبج، واستبعد المواجهة المباشرة مع الأتراك”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي اعنصر الأساسي بها سيطرت على منبج التابعة لمحافظة حلب السورية في أغسطس/ آب 2016 بدعم أمريكي، في إطار الحرب على تنظيم “داعش”.
دوريات مشتركة
وكان قد تم الإعلان عن تنسيق أنقرة وواشنطن لدوريات مشتركة في منبج، وذلك ضمن الاتفاق الذي تم التوصل في مايو/ ايار الماضي، من أجل انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج في شمال سوريا وتأمين المنطقة.
ويقضي الاتفاق التركي الأمريكي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من منبج وأن تقوم القوات التركية والأمريكية بالحفاظ على الأمن والاستقرار بالمدينة.
أمريكا تماطل في تشكيل الدوريات المشتركة
من جهة أخرى كان إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي، اعتبر في تصريحات له قبل أيام أن واشنطن “تماطل” في تشكيل دوريات مشتركة مع تركيا في مدينة منبج شمال سوريا، بحسب خارطة الاتفاق الذي توصلت إليها الدولتان في يونيو/ حزيران الماضي، مضيفاً أن أنقرة ترى أن هذا التأجيل “مشكلة متنامية”.
وقال كالين في مؤتمر إنه يجب تنفيذ خارطة الطريق حول منبج السورية في أقرب وقت ممكن.
بدء تدريبات مشتركة
وكان وزير دفاع تركيا خلوصي أكار أعلن بدء التدريبات العسكرية المشتركة في منبج شمال سوريا مع الولايات المتحدة، في إطار “خارطة الطريق في منبج والمباديء الأمنية”.
وحتى اليوم أجرت الدولتان دوريات مستقلة عن بعضهما البعض لكن بتنسيق مشترك في مدينة منبج، وذلك في إطار خارطة الطريق التي توصلتا إليها.
وأضاف أكار أن الأعمال المتعلقة ببدء مهمة الدوريات المشتركة مع المسؤولين الأمريكان أثمرت عن نتائج إيجابية رغم تأخرها، معلنا بدء التدريبات المشتركة الخاصة بالدوريات المشتركة التي ستنفذها القوات الأمريكية والتركية بالمنطقة، بموجب ” خارطة الطريق في منبج والمباديء الأمنية”
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس سبق نظيره التركي، في الأعلان بداية هذا الشهر عن انطلاق التدريبات العسكرية المشتركة بين تركيا وأمريكا قبل الدوريات المشتركة.
وفي حديثه مع مجموعة صغيرة من الصحفيين المرافقين له في زيارته إلى باريس ذكر ماتيس أن التدريبات قائمة حاليا، قائلاً: “سنرى كيف ستتقدم هذه التدريبات. لدينا شتى الأسباب التي تؤكد لنا بدء الدوريات المشتركة في موعدها، وستتم هذه المرحلة فور اكتمال التدريبات”.
أضاف ماتيس أيضًا أن الولايات المتحدة قدمت التدريبات الأولية للجنود الأتراك ولاحقا سيقدم الجانب الأمريكي تدريبات إلى وحدات تركيا أكبر ستشارك في الدوريات.
لكن التدريبات العسكرية بدأت متأخرة عن الموعد المحد، وقالت أمريكا إن ذلك بسبب بحث تفاصيل كيفية إدارة العمليات والتكتيكات العسكرية لقوات الدولتان ونقل المعدات.