أنقرة (زمان التركية) – يعتقد أن الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإفراج عن القس الأمريكي المعتقل لدى تركيا أندرو برانسون قد تعود بالنفع على الحزب الجمهوري في ظل الأجواء السياسية المحتقنة، التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة، مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونجرس التي ستجري الشهر القادم.
ومع احتمالية سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس خلال هذه الانتخابات يسعى ترامب لنيل المزيد من دعم الإنجيليين.
ويرى الإعلام الأمريكي أن مطالبة وزير الخارجية مايك بومبيو الأمريكان بالدعاء للقس الأمريكي في الوقت الذي هدد فيه ترامب تركيا الحليف في حلف الناتو بعقوبات في حال عدم إفراجها عن القس، هو موقف سياسي داخلي يستميل الإنجيليين الأمريكان الذين تعرضوا لخيبة أمل باعتقال برانسون.
وأسفر انتخاب القاضي بريت كافانوه الذي رشحه ترامب لعضوية المحكمة العليا قبيل الانتخابات النصفية بموافقة 50 عضوا مقابل رفض 48 عضوا عن تغيير الكفة في المحكمة العليا لصالح الجمهوريين وذلك بعد مجلس الشيوخ والكونجرس.
الآن يتجه الديمقراطيون صوب الانتخابات النصفية التي ستشهدها الولايات المتحدة في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم في ضوء هزيمة انتخابات المحكمة العليا.
ولم تهدأ التوترات التي تصاعدت حدتها مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في عام 2016، وتزايدت التحركات السياسية للديمقراطييين والجمهوريين قبيل الانتخابات النصفية.
إذ أنه اعتبارًا من سبتمبر/ أيلول الماضي تم تسجيل أكثر من 800 ألف ناخب للتصويت في هذه الانتخابات، في حين أنه خلال الانتخابات النصفية لعام 2014 التي خسر فيها الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما الهيمنة على الكونغرس كان عدد الناخبين 154 ألف ناخب فقط.
وسيعمل الديمقراطيون الذين حظوا بفرصة تحدي ترامب لأول مرة عقب الانتخابات الرئاسية على حماية مقاعد الشيوخ في 10 مناطق انتخابية فاز فيها ترامب خلال الانتخابات.
وتشير التوقعات إلى احتمالية فوز الجمهوريين بضعف عدد مقاعد الكونجرس خلال الانتخابات التي سيتجدد فيها كل مقاعد الكونغرس البالغة 435 مقعدا وثلث مقاعد الشيوخ البالغة مئة مقعد.
وكانت قناة (إن بي سي) الأمريكية قد زعمت أنه سيتم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون الذي اعتقل عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتسبب في أزمة بين تركيا وأمريكا وذلك في إطار اتفاق سري.
ولم تقدم القناة تفاصيلا حول الأمر بينما يدور الحديث في أروقة الحكم في تركيا حول احتمالية كون أردوغان الذي تم تضيق الخناق عليه اقتصاديا قد دعم ترامب قبيل الانتخابات بإفراجه عن القس الأمريكي.
وفي المقابل تنتشر معلومات عن تعهدات أمريكية بدعم اقتصادي ورفع العقوبات عن تركيا، إذ أنه عقب الإفراج عن القس تراجع الدولار إلى 5.80 ليرة بعدما كان في حدود ست ليرات لفترة طويلة.