واشنطن (زمان التركية) – علقت الصحف الأمريكية على قرار القضاء التركي الإفراج عن القس الأمريكي المعتقل لدى السلطات التركية، والذي تسبب في أزمة دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن أندرو برونسون، مشيرة إلى أنه مؤثرٌ في أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية في أنقرة.
وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على قرار الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون، مشيرة إلى وجود مفاوضات بين أنقرة وواشنطن حول الأمر منذ فترة طويلة.
وربط الخبير المختص في الشؤون التركية من معهد دراسات الشرق الأدنى بواشنطن سونار تشاغابتاي بين قرار الإفراج عن برونسون وأزمة اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، في حواره مع “نيويورك تايمز، قائلًا: “هذا القرار فتح نافذة جديدة أمام أردوغان. فالإفراج عن برانسون يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستساعد أردوغان في ملف خاشقجي”.
وقال سونار تشاغابتاي: “إن قضية برونسون يتم تصويرها داخل الكونجرس الأمريكي على أنها قضية يحاكم فيها المسلمون قسا مسيحيا. وهذا شكَّل داخل الكونجرس تفكيرا بضرورة عدم تقديم أي امتيازات لتركيا لحين الإفراج عن القس برانسون”.
ولفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أيضًا إلى أن قرار الإفراج عن أندرو برونسون جاء بالتزامن مع استمرار التحقيقات الخاصة باختفاء خاشقجي، زاعمة أن تركيا طلبت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على المملكة العربية السعودية.
وأكدت قناة “سي إن إن” الأمريكية أن الإفراج عن القس الأمريكي خطوة للأمام في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أهمية صدور هذا القرار عقب واقعة اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.
ويرى الخبراء والمحللون أن تركيا لديها أسباب اقتصادية واستراتيجية من أجل إطلاق سراح برونسون.
وحكم القضاء التركي حكم على أندرو برونسون الذي تسبب في أزمة سياسية كبيرة من أنقرة وواشنطن بالسجن 3 سنوات وشهرًا و15 يومًا مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى رفع قرار الإقامة الجبرية ومنعه من السفر.
يذكر أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد توجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، من أجل إتمام إجراءات زواجه، إلا أنه منذ هذا اليوم لم تظهر أي أنباء عنه. وتقول السلطات التركية في أنقرة أنه لم يغادر مقر القنصلية، في حين أن المسؤولين السعوديين يؤكدون مغادرته للقنصلية.
وسمحت المملكة العربية السعودية بفحص وتفتيش مقر القنصلية العامة في إسطنبول ضمن التحقيقات التي تجريها السلطات التركية حول اختفاء خاشقجي.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين أنه صدر قرار بتشكيل مجموعة عمل مشتركة للكشف عن ملابسات واقعة خاشقجي.