الرياض (زمان التركية)ــ تناولت صحيفة “عكاظ” السعودية مجددا قضية اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول إحصائيات الجرائم التي شهدتها تركيا خلال العامين الماضيين في إشارة إلى أنها ليست آمنة على مواطنيها.
واعتبرت صحيفة “عكاظ” في تقرير بعنوان “بالأرقام.. تركيا ليست آمنة”، أن اختفاء جاشقجي يعني أن تركيا تمثل خطورة على السياح السعوديين.
وجاء في التقرير اختفاء “المواطن السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، قضية تقلق السياح السعوديين وزوارها في العطلات الرسمية، خاصة مع الارتفاع الكبير في عدد الجرائم المروعة التي شهدتها تركيا مؤخرا”.
ويوجه التقرير بشكل غير مباشر، أصابع الاتهام في قضية اختفاء الصحفي المعارض جمال خاشقجي نحو أنقرة.
وتناول التقرير أبرز القضايا الإرهابية في تركيا العامين الماضيين، وجاء فيه أن تركيا شهدت عام 2017 فقط جرائم مروعة “بدءا من المذبحة الدموية التي حصلت في رأس السنة في مطعم باسطنبول وراح ضحيتها 39 شخصا دفعة واحدة وجرح على إثرها 69 آخرون، في حين سجلت جرائم الأسلحة النارية زيادة بنسبة 28% خلال 2017 مقارنة بـ2016، وظلت جرائم السلاح تحقق ارتفاعا ملحوظا من 2013 وحتى نهاية 2017 بنحو 61%”.
وذكرت “عكاظ” أيضا أن تركيا شهدت “3 آلاف و494 جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضي، ونتج عنها إصابة 3 آلاف و529 شخصا ومقتل 2000 و187 شخصا”.
وأشار التقرير إلى أن ما يزيد من قلق السياح السعوديين والخليجيين أن مدينة اسطنبول، أكبر المدن التركية والوجهة السياحية الأولى قد “حلت في صدارة المدن التركية من حيث أعداد القتلى والمصابين بنحو 250 حالة وفاة و316 إصابة، وجاءت العاصمة أنقرة في المرتبة الثانية بمعدل 123 وفاة و195 إصابة، تلتها أزمير في المرتبة الثالثة بواقع 114 وفاة و91 إصابة”.
وكان الكاتب الصحفي السعودي المعارض للنظام في المملكة، والكاتب بجريدة واشنطن بوست جمال خاشقجي، قد توجه إلى مقر القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول، لإنهاء إجراءات زواجه بشكل رسمي. إلا أنه لم يظهر بعد ذلك اليوم. وأكدت أجهزة الأمن التركية أن خاشقجي لم يخرج من مقر القنصلية السعودية، بينما يزعم مسؤولو القنصلية السعودية أنه غير موجود داخل القنصلية وخرج في نفس اليوم.
وقالت الصحيفة السعودية إن تزايد معدلات الجريمة في تركيا “وضعها في المرتبة الثامنة ضمن أكثر 10 دول في العالم في معدل جرائم القتل، وفقا لإحصاءات رسمية صادرة عن الأمم المتحدة عام 2016”.
وتطرق التقرير أيضًا إلى الجرائم السياسية في تركيا، وسجّل أن هذا البلد كان “حاضنة لجرائم سياسية عدة”، مشيرا على سبيل المثال إلى اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة عام 2016.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق بشكل خاص إلى أن ” دماء رجل الأعمال الإيراني البريطاني سعيد كريميان، مع شريكه التجاري الكويتي التي أريقت غدرا في أحد الأحياء الراقية باسطنبول، لم تجف بعد”، لافتة إلى وجود شبهات بتورط الاستخبارات الإيرانية في مقتل رجل الأعمال الإيراني بسبب معارضته لنظام بلاده.
ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه لصحيفة عكاظ خلال أسبوع يتناول الوضع الأمني في تركيا، وقالت الصحيفة في تقرير سابق “مع لغز اختفاء المواطن جمال خاشقجي، المثير للجدل، تزيد مخاوف مواطنين سعوديين من ما آل إليه مستوى الأمن التركي في الحفاظ على سلامة زائري أهم المدن السياحية في البلاد”.
وقالت “على الرغم من أن مدينة اسطنبول التركية ظلت في الأعوام الأخيرة وجهة سياحية للسعوديين، إلا أن حوادث الاعتداء على السياح وارتفاع حالات النشل والتحايل، عجلت في عزوف كثير من السياح السعوديين من قصد المدينة التركية الأكبر”.
وتابعت الصحيفة بدت الحالة الأمنية غير المستقرة والأحداث المتفجرة التي شهدتها اسطنبول خلال العاميين الماضيين، بمثابة «رصاصة الرحمة» على المدينة الذي يقسمها مضيق البوسفور، لتسقط من قائمة الوجهات السياحية المفضلة عند الكثير من السياح الخليجيين وعلى رأسهم السعوديين، والذين يشكلون رقماً مهماً في السياحة التركية بحسب احصاءات رسمية.