أنقرة (زمان التركية) – اتهمت صحيفة (يني شفق) التركية المعروفة بقربها للرئيس رجب طيب أردوغان، الإمارات العربية المتحدة ومصر بالتورط في واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي المختفي منذ دخول القنصلية السعودية في إسطنبول، في الثاني من الشهر الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن مسار طائرتي “غولف ستريم” اللتين قدمتا من المملكة العربية السعودية وهبطتا في إسطنبول يوم اختفاء خاشقجي، وعلى متنهما 15 سعوديًا من بينهم 7 من طاقم الطائرة، يكشف البعد الدولي للقضية التي تكشف قوات الأمن التركية خيوطها يومًا بعد يوم.
أضافت الصحيفة أيضًا أن الطائرة الأولى وتحمل الرقم HZKS2 هبطت في مطار أتاتورك بإسطنبول في تمام الساعة 3:13 فجراً، بينما وصلت الطائرة الثانية وتحمل الرقم HZKS1 في تمام الساعة 17:15.
وتعود ملكية هاتين الطائرتين الخاصتين إلى شركة “سكاي برايم” ومقرها الرياض.
وزعمت الصحيفة أن الطائرة الثانية غادرت إسطنبول في تمام الساعة 18:20 من اليوم نفسه، متوجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة، عوضًا عن التوجه إلى السعودية.
وذكرت الصحيفة أنه مع الأخذ في عين الاعتبار الخطوات التي اتخذها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد تركيا -في البحر المتوسط للتنقيب عن الغاز-، والتحالفات التي أسسها بجانب التقارب بين السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يتكشف أحد الأطراف الدولية لقضية خاشقجي، على حد تعبيره.
وأفادت الصحيفة أيضا أن الطائرة الأولى وتحمل رقم HZKS2 أقلعت في تمام الساعة 22:46 من اليوم نفسه، متجهة إلى دبي عوضا عن التوجه مباشرة إلى السعودية، مثلما فعلت الطائرة الثانية، مشيرة إلى أن الطائرتين توجهتا لاحقا إلى الرياض.
وتداولت الصحيفة معلومات عن توجه الفريق الذي كان على متن الطائرة الأولى إلى فندقٍ قرب القنصلية، بينما كان من المقرر أن يستقر الفريق الثاني في فندق آخر أيضاً قرب القنصلية، غير أنه توجه مباشرة إلى القنصلية.
وأكدت الصحيفة أن أفراد الفريق انقسموا إلى مجموعتين لتجنب لفت الانتباه، وقاموا بحجوزات في فندقين مختلفين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر خلال إجابته عن سؤال أحد الصحفيين بشأن خاشقجي، أنه ليس بإمكان مسؤولي القنصلية السعودية نفي التهم عن أنفسهم بمجرد القول بأن جمال خاشقجي غادر القنصلية.
وفي تصريحاته بشأن قضية اختفاء خاشقجي أشار مستشار أردوغان ياسين أقطاي إلى احتمالية تورط ما سماه الدولة العميقة بتركيا أو السعودية في القضية.
يُذكر أن خاشقجي المعروف بآرائه المعارضة للنظام السعودي قد توجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، لإنهاء إجراءات الزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز، بحسب الادعاءات، ومنذ ذلك الحين انقطعت الأخبار عنه.
هذا وترى أنقرة أن خاشقجي الذي يُزعم مقتله لم يغادر القنصلية السعودية، في حين يزعم المسؤولون السعوديون مغادرة خاشقجي للقنصلية.
تقارير زائفة
واتهم سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، التقارير التركية حول اختفاء واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأنها “زائفة” وأن “التحقيقات ستكشف العديد من الوقائع”.
وقال السفير وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قوله في بيان: “أؤكد لكم أن كافة التقارير التي أشارت إلى أن جمال خاشقجي اختفى في القنصلية في إسطنبول، أو أن سلطات المملكة احتجزته أو قتلته زائفة تماماً ولا أساس لها من الصحة”.
وأضاف بن سلمان،: “أولى التقارير التي صدرت من تركيا أشارت بداية إلى أنه خرج من القنصلية ثم اختفى. لكن بعد فترة وجيزة، وعندما أصبحت السلطات المختصة في المملكة معنية بالتحقيق في القضية، تغيرت الاتهامات، لتصبح أنه اختفى داخل القنصلية. ثم بعد السماح للسلطات التركية ووسائل الإعلام بتفتيش مبنى القنصلية بكامله، تغيرت الاتهامات مجدداً إلى الادعاء الفاضح بأنه قتل في القنصلية، خلال ساعات العمل، ومع تواجد عشرات الموظفين والزوار في المبنى. لا أعرف من يقف وراء هذه الادعاءات، أو نواياهم، ولا يهمني صراحة”.