نيويورك (زمان التركية)ــ تصر السعودية على نفي اتهام تركيا بالوقوف وراء اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وترى أن اتهامات أنقرة للقنصلية السعودية في إسطنبول، وتقاريرها حول القضية “زائفة”.
واتهم سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، التقارير التركية حول اختفاء واعتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأنها “زائفة” وأن “التحقيقات ستكشف العديد من الوقائع”.
تقارير زائفة
ونقل موقع فضائية “العربية” اليوم الثلاثاء، عن السفير وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قوله في بيان: “أؤكد لكم أن كافة التقارير التي أشارت إلى أن جمال خاشقجي اختفى في القنصلية في إسطنبول، أو أن سلطات المملكة احتجزته أو قتلته زائفة تماماً ولا أساس لها من الصحة”.
وأضاف بن سلمان،: “أولى التقارير التي صدرت من تركيا أشارت بداية إلى أنه خرج من القنصلية ثم اختفى. لكن بعد فترة وجيزة، وعندما أصبحت السلطات المختصة في المملكة معنية بالتحقيق في القضية، تغيرت الاتهامات، لتصبح أنه اختفى داخل القنصلية. ثم بعد السماح للسلطات التركية ووسائل الإعلام بتفتيش مبنى القنصلية بكامله، تغيرت الاتهامات مجدداً إلى الادعاء الفاضح بأنه قتل في القنصلية، خلال ساعات العمل، ومع تواجد عشرات الموظفين والزوار في المبنى. لا أعرف من يقف وراء هذه الادعاءات، أو نواياهم، ولا يهمني صراحة”.
وأكد أن “ما يهم المملكة والسفارة السعودية حالياً هو سلامة خاشقجي، وتبيان حقيقة ما حصل… جمال مواطن سعودي فُقد بعد مغادرة القنصلية، ولم تكن زيارته تلك الأولى إلى القنصلية في إسطنبول، حيث كان يأتي بانتظام إلى القنصلية (بالإضافة إلى السفارة في واشنطن) خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل بعض الخدمات والمعاملات”.
وشدد سفير المملكة في واشنطن على أن “القنصلية السعودية في إسطنبول تتعاون بشكل كامل مع السلطات المحلية للكشف عما حدث بعد مغادرته، بالإضافة إلى ذلك، فقد أرسلت المملكة فريقًا أمنيًا، بموافقة الحكومة التركية، للعمل مع نظرائهم الأتراك، بهدف الكشف عن الحقيقة وراء اختفائه”.
وكانت وزارة الخارجية في تركيا قالت إن جهات التحقيق ستجري تحريات أمنية في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول لكشف ملابسات اختفاء الصحفي جمال خاشقجي
وتصر أنقرة على أن خاشقجي لم يغادر مبنى القنصلية الذي يُزعم أنه قتل داخله، بينما يقول الجانب السعودي العكس.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أوضح في وقت سابق أن بلاده مستعدة للسماح بإجراء بحث وتحريات داخل القنصلية.
وقامت تركيا بالفعل بطلب إذن من أجل إجراء بحث وتحريات داخل مبنى القنصلية أمس الإثنين.
لن يفلتوا
من جانبه، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أزمة جمال خاشقجي المختفي منذ دخول القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2/ أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مؤكدا أن الإجراءات القانونية والإدارية لا تزال مستمرة.
وأكد أردوغان على ضرورة أن تظهر القنصلية السعودية بإسطنبول تأكيدًا قطعيًا حول خروج الصحفي خاشقجي المختفي منذ أيام -وسط تكهنات حول مصيره وادعاءات تتحدث عن مقتله- أو عدم خروجه من مقر القنصلية.
وقال أردوغان في تعليقه: “إن مسؤولي القنصلية السعودية لن يفلتوا بمجرد القول “إنه خرج من هنا”. فإن كان قد خرج عليهم إثبات ذلك”.
وأكد أردوغان أن السلطات التركية والأجهزة الأمنية تواصل أعمالها الإدارية والقانونية للوقوف على ملابسات الواقعة، قائلًا: “يجري الآن فحص مداخل ومخارج المطارات. هناك بعض الأشخاص جاءوا من المملكة العربية السعودية. وتقوم النيابة العامة بكافة الأعمال والتحقيقات حول هؤلاء الأشخاص حاليًا”.
صلاة الغائب
من جانبه قال رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا توران كيشلاكجي إنه متأكد من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مضيفًا أنه من المحتمل أن خاشقجي قد قتل على يد أشخاص جاؤوا من بلاد مختلفة، وقال إن صلاة الغائب ستقام على خاشقجي أمام القنصلية السعودية في الأيام المقبلة.