أنقرة (زمان التركية)ــ نفى مولود جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا، خلال لقائه نظيره الهولندي ستيف بلوك في أنقرة، اعتبارهم الشعب الهولندي نازيًا، منتقدًا في الوقت نفسه وصف هولندا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالديكتاتور، خلال التوترات التي كانت بين البلدين.
وقال جاويش أغلو إن هذه المرحلة المتوترة قد ولت، وإن التصريحات كان يقصد بها العهد السابق، وأن عليهم التركيز في العلاقات المستقبلية.
يبدو أن العلاقات التركية الهولندية التي عرفت توترًا منذ شهر مارس/ آذار سنة 2017 سوف تدخل مرحلتها الطبيعية وذلك مع بدء النائب السابق من الحزب الحاكم شعبان ديشلي مهامه سفيرًا لدى هولندا الأسبوع المقبل.
وشهدت العلاقات التركية مع هولندا وألمانيا توترات إثر حظر الأخيرتين إجراء سياسيين أتراك من الحزب الحاكم دعاية سياسية على أراضيهما، إذ تحول هذا التوتر لاحقًا إلى أزمة دبلوماسية عقب وصف أردوغان هاتين الدولتين بـ “فلول النازية والفاشية”.
حيث سبق لهوندا أن أعلنت وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية فاطمة سايان كايا شخصية غير مرغوبة على أراضيها، وطالبتها بمغادرة البلاد. وعلى هذا طالبت أنقرة السلطات الهولندية بتقديم اعتذار بسبب هذا التصرف.
لكن سلطات لاهاي رفضت تقديم الاعتذار، رغم ذلك عمل وزيرا الخارجية لكلا البلدين على تطبيع العلاقات.
وبلغ حجم التجارة بين ألمانيا وتركيا في عام 2017 نحو 37 مليار يورو. كما تضم ألمانيا 3.5 مليون مهاجرًا من أصول تركية، أي ما يعادل 4% من سكان ألمانيا.
أما هولندا فهي أكبر مستثمر خارجي في تركيا، وتحتل إنجلترا المركز الثاني بعدها، حيث تمتلك استثمارات في تركيا بضعف استثمارات إنجلترا. ويبلغ حجم التجارة البينية 20 مليار يورو.
ويعتقد سنان جان الخبير في الشؤون التركية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع إدارة تركيا إلى أحضان الاتحاد الأوروبي عقب أزمة “القس الأمريكي” المعتقل في تركيا. بمعنى أن تركيا باتت مجبرة على تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في إطار مساعي أردوغان لاحتواء الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا بسبب تدهور العملة المحلية، عقب التوتر الذي اندلع مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب رأي سنان جان فإن العلاقات مع روسيا ليست في مستوى من شأنه أن يرفع الضغط عن الاقتصاد التركي. وأن إعلان ألمانيا وقوفها مع أنقرة في أزمة تدهور الليرة التركية، ساهم في تحسين العلاقات بين البلدين.