برلين (زمان التركية)ــ عكست تصريحات الجانبان السوري والتركي عقب اتفاق “سوتشي” حول المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، تقاربًا غير مسبوق، لدرجة أن “تطبيع العلاقات” بين أنقرة ودمشق أصبح خيارًا مطروحًا، رغم المواقف العدائية بين الجانبين طوال السنوات السبع الماضية.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه يثق في قدرة الجانب التركي على الوفاء بالتزاماتها، قائلا “تركيا قادرة على تنفيذ اتفاق سوتشي لأنها تعرف بالاسم كل إرهابي في إدلب وكلهم يخضعون لتعليمات المخابرات التركية، مرجحاً أن تقوم تركيا بتنفيذ التزاماتها”.
وأضاف المعلم في تصريحات لفضائية (الميادين) السورية أن روسيا طمأنت دمشق حول تنفيذ الاتفاق الروسي التركي، قائلا “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طمأننا أن الأمور تسير وفق ما نص عليه اتفاق سوتشي”.
تطبيع العلاقات مع تركيا
وشدد على أن “الوجود الأميركي في التنف غير شرعي والمحادثات الروسية الأميركية تنصب على إدخال المساعدات الإنسانية وتفكيك القاعدة الأميركية”، معتبراً أنه لم يعد من جدوى عسكرية للقاعدة الأميركية في التنف بعد إبادة الجيش السوري فلول داعش في الجنوب.
وتحدث المعلم عن تطبيع العلاقات مع تركيا، قائلا “عندما تنسحب تركيا من الأراضي السورية فإن تطبيع العلاقات معها يصبح من ضرورات المستقبل”.
من جهة أخري انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقد الولايات المتحدة اجتماعات مصغرة بشأن سوريا، دون دعوة الجانب الأمريكي تركيا ورئيس النظام السوري بشار الأسد إلى هذه الاجتماعات.
أردوغان: يجب دعوة الأسد للاجتماعت حول سوريا
وأدلى أردوغان بتصريحاته إلى الصحفيين المرافقين له على متن الطائرة أثناء عودته من ألمانيا، ودار الحديث حول القمة الرباعية المرتقبة في إسطنبول، وقال إنها ستشهد بحث الوضع في سوريا وخاصة أزمة إدلب، وأن الهدف من القمة هو إحراز تقدم إيجابي في هذا الصدد.
وكان من اللافت انتقاد أردوغان عدم دعوة الولايات المتحدة للنظام السوري، رغم عدم استدعائه هو نفسه النظام السوري للمشاركة في قمة إسطنبول.
وأشار أردوغان إلى عقد سبع دول ألا وهى مصر والأردن والسعودية وفرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة اجتماعات بشأن سوريا، قائلاً: “لا يدعون تركيا إلى الاجتماع. بالإضافة إلى أنهم لا يدعون حتى النظام السوري. يعقدون اجتماعات بشأن سوريا ويغيب النظام السوري عن هذه الاجتماعات”.
جدير بالذكر أن أردوغان قد وصف الرئيس السوري بشار الأسد بالإرهابي في كلمته خلال زيارته إلى تونس، مؤكدًا أنه لا يمكن لسوريا المضي قدمًا مع الأسد بعد الحرب.
وأضاف أردوغان أن الأسد إرهابي يمارس إرهاب الدولة قائلًا: “كيف سنمضي مع الرئيس السوري الذي قتل نحو مليون من مواطنيه. هل يرغب الشعب السوري في أن يترأسه شخص كهذا؟”.
لقاءات تركية سورية غير معلنة
وكانت صحيفة ” آيدنليك” التركية قالت استنادًا إلى مصادر أن العاصمة الإيرانية طهران شهدت لقاءً غير معلن بين مسؤولين أتراك وسوريين.
وبحسب الصحيفة، بدأت لقاءات ومحادثات دبلوماسية وسياسية بين أنقرة ودمشق من أجل التوصل لحل دائم للأزمة السورية. مشيرة إلى أن مصادر مقربة من الحرس الثوري الإيراني أوضحت أن العاصمة الإيرانية طهران شهدت لقاءات ومحادثات بين مسؤولين أتراك وسوريين.
وكشفت المصادر أن الاجتماع الذي تناول وجود التنظيمات الكردية في شرق إدلب والفرات، تم برعاية ووساطة إيرانية.
بينما لم تذكر المصادر معلومات حول موعد محدد للقاءات، مشيرة إلى أن الاجتماع حضره مسؤولين عسكريين وعناصر استخباراتية من كل من سوريا وتركيا، وأن الاجتماع عقد في الأيام الأخيرة، وخرج بنتائج إيجابية ستنعكس على الساحة السورية قريبًا.
وأوضحت المصادر في حوار مع جريدة “آيدنليك” أن هناك مباحثات مستمر من أجل تكوين بنية تحتية للعمليات العسكرية التي من المقرر أن تتم بالتعاون بين تركيا وسوريا ضد تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي شمال سوريا.