جناق قلعة (زمان التركية) – أقدم مواطن تركي يدعى رمضان كافالجي كان يعمل تقنيًا كهربائيًا، في مدينة جناق قلعة غرب تركيا على وضع حد لحياته بسبب ظروفه المالية الصعبة، لدرجة أنه لم يكن يقدر حتى على توفير الخبز إلى أسرته.
يبلغ رمضان كافالجي من العمر 41 عامًا، ولديه طفل في سن عامين، وطفلة في سن 6 سنوات؛ وبحسب الرواية المتداولة فقد قال عندما كان مع أصدقائه في مكالمة هاتفية: “لا أملك المال لإحضار الخبز للمنزل”.
وصباح اليوم التالي في الثلاثاء 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، استيقظ أهالي الحي الذي يسكن فيه على نبأ انتحار رمضان كافالجي، بسبب ديونه والضائقة المالية التي تعرض لها في الفترة الأخيرة.
وكشفت فرق التحقيق والبحث الجنائي عن وجود دفتر في جيبه مدونة به الديون المستحقة عليه، والتي وصلت إلى 500 ألف ليرة تركية. وبحسب المحيطين كان كافالجي يتعرض لمضايقات من الدائنين باستمرار بسبب عدم قدرته على سداد الديون، مما دفعه للانتحار.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها من المقربين له، فقد كان رمضان كافالجي في لقاء مع أصدقائه قبل يوم من الواقعة، ولفت انتباه أصدقائه دق هاتفه باستمرار. وتوقع أصدقائه أن هذه المكالمات من الدائنين، وشهدوا على اتصالهم المستمر به.
وأوضحوا أنه قال في أحد مكالماته الهاتفية: “لا أملك المال لإحضار الخبز للمنزل”، بعدها أقدم على وضع حد لحياته والهرب نهائيًا من ديونه ومشكلاته المالية.
وكان من اللافت نشر رمضان كافالجي عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 16 سبتمبر/ أيلول 2018، معلومات حول حد الجوع والحد الأدنى للمرتبات في تركيا.
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت انتحار مواطن تركي آخر بسبب عدم قدرته على شراء الزي المدرسي لابنه، الذي منع من دخول المدرسة بسبب عدم ارتدائه الزي المدرسي.
بعدها ألقت قوات الأمن التركية القبض على الصحفي الذي قام بنشر الخبر، ووجهت له تهمة دفع الشعب والمواطنين للغليان، وبدأت معه تحقيقات أمام النيابة العامة.
ومن جانبه قدَّم نائب الرئيس العام لحزب الشعب الجمهوري، ونائب الحزب بإسطنبول غمزة أككوش إييلجازدي تقريرًا حول حالات الانتحار التي تشهدها تركيا في الفترة الأخيرة.
وبحسب التقرير فقد شهد العام الماضي (2017) وقوع 3 آلاف و69 حالة انتحار بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، من بينهم ألفان و368 رجلًا و701 سيدة.
وقال التقرير: “بلغ إجمالي وقائع الانتحار المسجلة في السنوات الخمسة عشر الأخيرة 44 ألفا و277 حالة”، مشيرًا إلى أن حالات الانتحار التي وقعت في 2017، من بينها ألف و248 لأسباب غير معلومة السبب، وهناك 233 حالة انتحار بسبب سوء الأوضاع المعيشية.