إسطنبول (زمان التركية) – نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (WSJ) الأمريكية تصريحات أحد المسؤولين الأتراك حول أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون المعتقل حاليًا لدى تركيا، الذي تسبب اعتقاله قبل عامين في أزمة كبيرة وتصريحات نارية متبادلة بين أنقرة وواشنطن، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يتم الإفراج عن القس برونسون في جلسة الشهر المقبل.
وأوضحت الجريدة أن المسؤول التركي زعم أن أمر الإفراج عن القس برنسون أمر محتمل خلال جلسة المحاكمة المقررة في 12 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ولفتت الجريدة إلى أن المسؤول التركي أعطى إشارة عن إمكانية الإفراج عن برنسون، موضحًا ضرورة إنهاء الضغط الذي تفرضه واشنطن على أنقرة لإعادة القس إلى بلاده.
وأعد التقرير كل من رئيس المكتب التركي في الجريدة ديفيد جوثير فيلارس ومراسل واشنطن ديون ديسان باوم، موضحين أن القرار من شأنه أن يقلل التوتر والضغط الأمريكي المفروض على تركيا.
وأوضحا أن المشكلات الاقتصادية التي تواجهها تركيا وإمكانية انتشارها في باقي الأسواق النامية، هي الأسباب الحقيقية وراء القرار المحتمل بالإفراج عن القس أندرو برنسون.
وزعم الصحفيان أن المسؤولين الأمريكان توصلوا إلى اتفاق مع تركيا بشأن الإفراج عن برنسون في يوليو/ تموز، وكانت الطائرة في انتظارهم لترحيل برنسون من تركيا إلى ألمانيا.
ومع توتر العلاقات بين البلدين وجهت تركيا للقس برنسون تهم العمل لصالح حركة الخدمة وحزب العمال الكردستاني، دون الانتماء لهما، بالإضافة إلى التجسس.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت برنسون في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، وفي 25 يوليو/ تموز 2018 صدر في حقه قرار إفراج مشروط بسبب المشكلات الصحية، دون تبرئته من التهم الموجهة له، ووضع تحت الإقامة الجبرية.
وتسبب اعتقال برنسون لعام ونصف العام ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية بأزمة دبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى خلافات أخرى بين البلدين الحليفين محورها ملفات عدة خصوصًا الأزمة السورية.
جدير بالذكر أن واشنطن فرضت خلال الصيف سلسلة عقوبات على تركيا التي ردت بالمثل، وأدت العقوبات إلى انهيار الليرة التركية في أغسطس.
وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا قد صرح بأنه سيتم الإفراج عن القس برنسون وترحيله إلى بلاده.
بينما أوضح الخبراء والمتخصصون الأتراك أن الإفراج عن برنسون الذي يعتبر أشهر الأسماء في واقعة محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، يعني سقوط كافة الادعاءات المتعلقة بالدعاوى والقضايا الخاصة بالانقلاب؛ لأن الحكومة التركية تتهمه بأنه كان نقطة الاتصال بين الانقلابيين.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أمله بأن تفرج تركيا قريبًا عن القس الأمريكي أندرو برنسون الذي لا يزال في الإقامة الجبرية، وأثارت قضيته أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة.
وردًا على سؤال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن شائعات مفادها أنه سيتم الإفراج عن برنسون هذا الشهر، قال بومبيو “قد يتم الإفراج عنه هذا الشهر، كان ينبغي الإفراج عنه الشهر الماضي وكان ينبغي الإفراج عنه اليوم تحديدًا”.
وأضاف “لقد تحدثنا إلى الأتراك وهم يعرفون ما نريد”.
وتابع “ينبغي أن تفرج تركيا فورا عن القس برنسون وعن الأمريكيين الآخرين المحتجزين في تركيا”.