تقرير: محمد عبيد الله
أنقرة (زمان التركية) – اعترف إبراهيم كالين، كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمتحدث باسمه، بعمليات الاختطاف التي تنفذها المخابرات التركية ضد المعارضين عامة والمتعاطفين مع حركة الخدمة خاصة في أنحاء مختلفة من العالم.
يذكر أن الحكومة التركية كما تعتقل الآلاف من المتعاطفين مع حركة الخدمة في الداخل، كذلك تعمل على إعادة من كانوا بالخارج إلى أنقرة قسرًا عبر عمليات مخابراتية بالتواطؤ مع بؤر معينة في أجهزة دول العالم.
في مؤتمر صحفي عقد أمس السبت، وجه أحد الصحفيين سؤالًا إلى المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين مفاده: “لقد أكدتم أن العمليات التي تنفذ ضد أعضاء تنظيم فتح الله كولن -حركة الخدمة- ستستمر في خارج تركيا. خاصة أن المخابرات التركية تلقي القبض على أعضاء التنظيم في الخارج وتقودهم إلى تركيا. من المعلوم أن الرئيس أردوغان سيتوجه قريبًا إلى الولايات المتحدة وسيتبادل الرأي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسليم فتح الله كولن إلى تركيا. هل سنشاهد تطورات جديدة في هذا الصدد؟ هل سنرى إعادة أعضاء “تنظيم فتح الله كولن” إلى تركيا في المرحلة الجديدة. نريد الاطلاع على آخر التطورات الخاصة بتنظيم فتح الله كولن…”
وفي إطار رده على هذا السؤال استخدم كالين عبارات تضمنت التهديد والوعيد ودلت على خروج الحكومة التركية على القانونين المحلي والدولي على حد سواء، إذ قال: “لا شك أن عملياتنا الخارجية التي ننفذها ضد أعضاء “تنظيم فتح الله كولن…” ستتواصل دون توقف، سواء كانت في الولايات المتحدة أو أماكن أخرى من العالم. فأجهزتنا المعنية ستواصل عملياتها ضدهم دون فتور، وبالتالي سيشعرون بأنفاس الدولة تحاصرهم في كل مكان. لا يشكنّ أحد في ذلك”.
وأشار كالين إلى إمكانية تنفيذ عمليات الاختطاف ضد المعارضين في أي دولة كانت، بما فيها الولايات المتحدة قائلا: “بطبيعة الحال لا يمكنني أن أزودكم بمعلومات تفصيلية بأننا سنقوم بكذا وكذا في الدولة الفلانية أو الأخرى. لكن أؤكد لكم أنه يمكن أن يحدث أي شيء في أي مكان ولحظة”.
وتنفذ المخابرات التركية أعمال الترحيل والاختطاف غير القانونية في مختلف دول العالم لمعارضيها منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 من خلال التواطؤ مع أجهزة مخابرات تلك الدول أو حتى بدون تواصل وتنسيق معها.
كما أقر كالين بأن هذه الأوامر غير القانونية باختطاف المعارضين وأفراد حركة الخدمة المتوزعين حول العالم، ومعظمهم مدرسون وأكاديميون، صدرت بصورة مباشرة من الرئيس أردوغان، حيث أكد قائلا: “ولا بد أن أقول إن هناك تعليمات واضحة صارمة من رئيس جمهوريتنا في هذا الصدد، وإن أجهزتنا تنفذ أعمالها بصورة احترافية للغاية. يمكن أن يتم تنفيذ عمليات في بلدان مختلفة على غرار ما حدث في كوسفو”.
وشهدت كوسوفو واقعة اختطاف طبيب و5 معلمين أتراك في أبريل/ نيسان الماضي، أقال على إثره راموش هاراديناج رئيس وزراء كوسوفو كلا من وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات بسبب وقوع الحادث دون علمه وتخطيهما صلاحيات منصبهما، وأمر بفتح تحقيق منفصل، كما شكل البرلمان الكوسوفي لجنة للتحقيق في الواقعة.
من جانبه أقر الرئيس أردوغان بالتنسيق بين جهاز الاستخبارات التركي ونظيره الكوسوفي، ووجه انتقادات إلى رئيس الوزراء الكوسوفو بسبب إقالته وزيري الداخلية والمخابرات.
وفي ختام المؤتمر الصحفي وجه إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، تهديدا للمعارضين بقوله: “على الجميع أن يعلموا أن أعضاء “تنظيم فتح الله كولن…” لن يتنفسوا بكل أريحية في أي مكان من العالم!”، على حد قوله.
أثارت هذه التصريحات الصادمة استياءً كبيرًا لدى رواد الإعلام الاجتماعي، وقال حساب “نبض تركيا” على تويتر “إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تحول تركيا من الدولة النموذجية في فترة من الزمان إلى الدولة المارقة”، فيما لفت حساب “ملف تركيا” إلى أن “لا أمان لمعارضة أردوغان لا في الداخل التركي ولا في الخارج. هل أصبحت تركيا دولة مافيا؟ المتحدث باسم أردوغان يعترف بهذا التحول الخطير.”
بينما أكد حساب “المشهد التركي” قائلا: “لا تظنوا أن أردوغان يقوم بتصرفاته القمعية ضد حركة الخدمة فقط، فهناك عدد كبير من المعارضين ذاقوا استبدداه وظلمه، من الأكراد وسائر الأطياف الذين لايرجو منهم استسلاما مطلقا.” وتابع: “صحيح أن أبناء الخدمة أو من يتعاطفون معهم هم أكثر من يتعرضون لهذه القسوة المفرطة ليعتبر بهم الآخرون”.
يذكر أن العمليات المخابراتية التركية لإعادة المعارضين من الخارج، لا تتكلل جميعها بالنجاح، ومؤخرًا تم إحباط عملية اختطاف نفذتها المخابرات التركية بحق “ويسيل أكتشاي” مدير مدرسة تركية في منغوليا نتيجة للموقف الديمقراطي لإدارتها وردود الفعل الدولية المستنكرة للأمر.