أنقرة (زمان التركية) – تناول الكاتب التركي مراد مراد أوغلو في مقال بصحيفة (سوزجو) “برنامج الاقتصاد الجديد” للحكومة التركية الذي كشف عنه وزير الخزانة والمالية برات ألبيراك يوم الخميس الماضي، بسخرية شديدة.
وأشار مراد أوغلو إلى إعلان البرنامج الذي يزعم أنه سيجعل تركيا تتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تشهدها، لن يحقق شيئا سوى تغيير اسم البرنامج من “البرنامج متوسط المدى” إلى “برنامج الاقتصاد الجديد” ولم يتضمن حلولاً لأي مشكلة اقتصادية.
وأضاف مراد أوغلو أن إعلان البرنامج الذي ترقبته الأسواق كلها في تمام الساعة الحادية عشر –الخميس الماضي- تأخر عن موعده، في الوقت الذي يمثل الانضباط أحد السمات الثلاث الأساسية للبرنامج، حيث قال ساخرًا : “من المحتمل أن السيد ألبيراك فقد ذاكرة الفلاش وأخذ يبحث عنها. برات ألبيراك تأخر عن موعد الإعلان 27 دقيقة”.
وأوضح مراد أوغلو أن ألبيراك يتحدث عن الانضباط في البرنامج بينما تأخر هو عن موعد الإعلان، متسائلاً عن رأس المال الذي سيثق في انضباط البرنامج الاقتصادي المشار إليه في الوقت الذي ينفصل فيه الأحباب لتأخر أحدهما عن موعد اللقاء 20 دقيقة.
ذكر مراد أوغلو أيضًا أن البرامج الاقتصادية تحمل أهمية في الدول التي تحكمها أنظمة ديمقراطية، وأن البرنامج يصبح مجرد حكاية في أجواء تصدر خلالها السلطة مراسيم في منتصف الليل لتحقيق ما تشاء، مفيدًا أن ألبيراك لم يقدم أية مقترحات مادية في البرنامج الاقتصادي، ولم يتطرق إلى ما سينفذ على المدى المتوسط، رغم اشتعال الأجواء في تركيا، واكتفى بتقديم خطة لخمسين عامًا بأرقام خيالية.
وقال مراد أوغلو “إن البرنامج كشف عن نوايا السلطة المستقبلية بالحديث عن التكنولوجيا المتقدمة والمناطق الصناعية ودعم البرامج، غير أنه لم يتحدث عن كيفية تحقيق هذا في غضون ثلاث سنوات، ولم يقدم أية معلومات عن ما سيتم إنقاذه على المدى القصير، نظرًا لأن البرنامج لم يتضمن شيئًا سوى توقعات وتمنيات وإحصاءات، بينما لم يُجب البرنامج عن كيفية تحقيق هذا”.
وتطرق مراد أوغلو إلى الحديث عن الادخار قائلاً: “إذا كان سوف يتم تجاوز الأزمة بالادخار في القطاع الحكومي فهل سيغلق القصر الرئاسي؟ يتم الادخار بالنقود الموجودة فعليا لكن كيف سيتم إنفاق نقود غير موجودة؟ بالاستدانة! طبعًا إن وُجد من سيقرض. إن كان الأمر بهذه السهولة لماذا لم يتم الادخار مسبقًا؟”.
وتساءل مراد أوغلو عن هدف البرنامج ومصير الزراعة والفلاحة وكيفية زيادة الإنتاج، وخفض التضخم، وكيفية توفير فرص عمل جديدة، بينما تتراجع معدلات النمو وكيفية إنقاذ الشركات وإقناع المستثمرين الأجانب، مؤكدًا أن البرنامج لم يتضمن أيا من هذه النقاط.
هذا وزعم مراد أوغلو أن ألبيراك عجز عن إعلان عدم توصلهم لحلول قائلاً: “تم إعلان أجندة إنقاذ دولة عظمى تمر بأزمة اقتصادية خلال 28 دقيقة. وبدون أن يشرح شيئًا استخدم عبارات “مثلما ذكرت” و “كما يظهر الأمر بشكل جلي” و”هذه النقطة مهمة جدًا” ومن ثم رحل!”.