أنقرة (زمان التركية)ــ قال مستشار الرئيس التركي للعلاقات الخارجية، ياسين أقطاي، في تصريحات تلفزيونية إن أي هجوم عسكري على إدلب شمال سوريا، بمثابة هجوم على تركيا.
وقال أقطاي في لقاء مع قناة (وطن) المصرية المعارضة التي تبث من تركيا، أمس السبت، إن بلاده ستعتبر أن أي هجوم على محافظة إدلب هجومًا على تركيا نفسها، مؤكدًا “لن تقف كالمتفرج لتكرار مجزرة حلب في إدلب”.
مستشار أردوغان، اتهم روسيا بمحاولة تصفية المعارضة السورية في إدلب تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب” ووصف ما يجري في سوريا بـ “التطهير العرقي والعنصري”.
https://youtu.be/PcniaNNkAKE
وذكرت تقارير أن ضغوطًا من جانب تركيا على روسيا أسفرت عن تأجيل قوات النظام السوري الهجوم العسكري على محافظة إدلب شمال غرب البلاد وأعطت موسكو أنقرة مهلة أسابيع لتفكيك “هيئة تحرير الشام” -جبهة النصرة سابقًا-.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها رفض الحل العسكري في محافظة إدلب شمال سوريا، تماشيًا مع موقف تركيا.
وقال ظريف في مقابلة مع صحيفة (ديرشبيغل) الألمانية أمس إن إيران تحاول تجنيب إدلب ما وصفه بـ “حمام دم”، في إشارة لمعارضة بلاده لأي هجوم عسكري على المنطقة.
أقطاي من جهته قال إن الأطراف المعنية بالملف السوري (روسيا وتركيا وإيران)، اتفقت خلال قمة طهران الأخيرة على خفض التصعيد، لكن ذلك لم يحدث، بحسب تعبيره.
وتعتبر إدلب المحافظة الوحيدة المتبقية في أيادي التنظيمات الإرهابي، حيث تصفها القوات الروسية بمعقل وقاعدة التنظيمات الإرهابية، إذ كانت تضم تنظيمات إرهابية مثل النصرة وحزب شرق تركستان، وأحرار الشام. وفي يوليو/ تموز 2017 طارد تنظيم النصرة أحرار الشام إلى أن أصبح يسيطر على المدينة بأكملها بمقرده.
وفي حالة تنفيذ العملية العسكرية التي تعارضها تركيا، وعودة إدلب لسيطرة النظام، فإن هذا يعني تحقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد انتصارًا غاليًا في الحرب التي استمرت منذ 7 سنوات؛ وبهذا ستكون آخر مدينة تحت سيطرة التنظيمات المعارضة قد سقطت.
لماذا إدلب مهمة لتركيا؟
تسعى أنقرة جاهدة لمنع تكوين شريط من الحدود العراقية وحتى ساحل البحر المتوسط مرورًا بإدلب، تحت سيطرة تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، لذلك تسعى جاهدة أيضًا لإقناع الجميع بأن المنطقة العسكرية التي ستقيمها في المنطقة ستكون عائقًا أمام انتشار وحدات حماية الشعب الكردية في إدلب. وكذلك تؤكد أنها ستقوم بتكوين منطقة آمنة للمدنيين، من أجل قطع الطريق أمام تدفق موجات جديدة من الهجرة واللاجئين إلى الأراضي السورية.
وتضع أنقرة في حساباتها تنظيم عمليات عسكرية جديدة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، ضد وحدات حماية الشعب الكردي، معربة عن تخوفها من اختلاط عناصر جهادية وسط المدنيين ومن ثم الانتقال وسط اللاجئين للدخول إلى تركيا، في حال تحرير المدينة بواسطة قوات الجيش السوري.