لندن (زمان التركية) – تبين أن أخوين من ولاية يوتا الأميركية قاما بنقل ملايين الدولارات إلى تركيا بسبب صعوبة الحصول على معلومات مالية من هذا البلد، وأن السلطات الأمريكية تتهمهما بإدارة عملية احتيال تبلغ قيمتها مليار دولار.
بعد القبض عليهما قبل 3 أسابيع وهما يخططان للفرار إلى تركيا، أكد محامون أميركيون في وثيقة قانونية حصل عليها موقع (أحوال تركية) أن إشعياء كينغستون، الذي يمثل للمحاكمة مع شقيقه جاكوب كينغستون بتهمة وضع خطة للاحتيال على حكومة الولايات المتحدة في ملايين الدولارات من الشيكات المستردة من الضرائب، يشكل خطراً كبيراً نظراً لاحتمال مغادرته البلاد قبل إتمام إجراءات المحاكمة بسبب المبالغ المالية الهائلة التي نقلها إلى تركيا ويجب عدم الإفراج عنه بكفالة.
وفي الخبر الذي نشره كوقع “أحوال تركية”، قال بيان صادر من أحد المحامين الذين يتولون أمر القضية: “نقل هذا المشتبه به بصفة شخصية أكثر من 52 مليون دولار إلى تركيا، البلد الذي أعلن أنه لن يسلمه، بما في ذلك 483 ألف دولار فيما يبدو لدفع ضريبة عن قصر… وهذه الأموال أكثر من كافية للسماح للمدعى عليه إشعياء كينغستون بالعيش حياة مريحة بشكل استثنائي في تركيا”.
وأضاف “أحوال تركية” أنهىتم تقديم هذه الوثيقة، التي أعدها فريق برئاسة المحامي الأميركي جون دبليو. هوبر، إلى المحكمة الجزئية الأميركية في ولاية يوتا يوم 11 سبتمبر، رداً على طلب المدعى عليه الإفراج عنه بكفالة.
عارض رد المحامين بشدة هذا الطلب، وقدم تفاصيل عن مبالغ مالية هائلة نقلها الأخوان كينغستون إلى تركيا في عملية احتيال بقيمة 511 مليون دولار من الحكومة الأميركية قبل اكتشافها.
وتشمل التحويلات مبلغ 134 مليون دولار “مثير للدهشة” انتقل إلى تركيا من قبل شركة الوقود الحيوي “واشاكي”، التي يشترك في ملكيتها الأخوان كينغستون.
من خلال هذه الشركة، قدم الأخوان كينغستون وشريكهما في القضية، ليف أصلان ديرمن (المعروف أيضاً باسم ليفون تيرمينديزيان)، ادعاءات كاذبة عن اعتمادات ضريبة للوقود، وقاموا بتزوير الأعمال الورقية وبتدوير الوقود السائل حول مواقع مختلفة ومن خلال شركة شقيقة لجعل الأمر يبدو وكأنها تعمل في تأهيل إنتاج الوقود والمعاملات.
وفي حين أن المخطط قد حول للأخوين ما يربو على نصف مليار دولار قبل أن يتم إلقاء القبض عليهما، فسوف تتم محاكمتهما على أكثر من ضعف هذا الرقم، بعد أن “حاولا الحصول على أكثر من 1.1 مليار دولار من استرداد أموال ضرائب الوقود المتجدد المحتجزة من 2010 حتى 2016″، بحسب الوثيقة.
وقال المحامون إن إشعياء كينغستون لعب دوراً فعالاً في إخفاء عائدات هذا الاحتيال من خلال عمليات تحويل إلى تركيا.
لقد كان وعد الاستثمار الضخم في تركيا هو الذي أوقع جاكوب أورتل وجهاً لوجه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تم تصويره خلال الاجتماع معه في سبتمبر عام 2017.
وجاء الاجتماع بعد أن وعدت شركة “واشاكي”، وهي شركة يملكها ديرمن باسم “نويل إنيرجي”، والشريك التركي “إس. بي. كيه القابضة” باستثمار 950 مليون دولار في تركيا.
وقد تم هذا “الاستثمار” في سلسلة من المناسبات حيث كسب الأخوان الملايين من خلال مخطط الاحتيال الضريبي، وفقا لما ذكره المحامون.
وفي عملية تحويل واحدة فقط، حول إشعياء كينغستون 71 مليون دولار من ائتمان ضريبي متجدد بقيمة 164 مليون دولار تم الحصول عليه عن طريق الاحتيال في عام 2014 إلى تركيا، حسبما قال المحامون.
وجاء في الوثيقة “مع إدلاء العميل الخاص لهيئة التحقيق الجنائي الدفاعي ويد باريت بشهادته في جلسة الاحتجاز، كان من الصعب للغاية الحصول على معلومات مالية من تركيا. وتقول الولايات المتحدة إن هذا هو بالتحديد سبب اختيار واشاكي والمدعى عليه إشعياء كينغستون والمدعى عليه جاكوب كينغستون تركيا كموقع أساسي لإخفاء عائداتهم من الاحتيال”.
وجاء أيضاً في الوثيقة “تزعم الولايات المتحدة أن هذا كان قراراً محسوباً من قبل المدعى عليهما إشعياء وجاكوب كينغستون وليف أصلان ديرمن، اللذين خلصا إلى أن أموالهما التي حصلا عليها بالسرقة ستكون أكثر أماناً من تطبيق القانون الأميركي في تركيا”.
وعلاوة على ذلك، ورد أن إشعياء كينغستون حاول إخفاء الأصول الموجودة في صورة أموال نقدية وأصول عقارية عن طريق تقديم شهادة زور في شهادة مشفوعة بيمين، وهو تبرير آخر يعطيه المحامون لعدم قبول طلب الكفالة.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الوثيقة إن إشعياء كينغستون، وهو عضو في عشيرة مورمونية متعصبة سبق أن وصفها المدعي العام السابق لولاية يوتا بأنها “عائلة جريمة منظمة”، يمثل أيضاً خطراً على المجتمع.
وأشار المحامون إلى رسائل نصية مكتوبة بالشفرة والتي يقولون إنها توضح بشكل قاطع أن إشعياء كينغستون يحاول دفع مبلغ عشرة آلاف دولار لرشوة مسؤولين أميركيين واستئجار شخص يكلفه بترهيب الشهود.
وتنص القواعد الإرشادية المتعلقة بالتهم الموجهة إلى إشعياء كينغستون على إصدار حكم بالسجن مدى الحياة، إذا ثبتت إدانة المدعى عليه.
يذكر أن السلطات الأمريكية نفذت قبل 3 أسابيع عملية مثيرة أسفرت عن إلقاء القبض على الأخوين كينغستون على صلة قوية بـعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهما في طريق المطار استعدادًا للفرار إلى تركيا، غير أن شريكهما التركي “ليف أسلان درمين” الذي لعب دورًا مهمًّا في بيع خطوط “بورا جت” الجوية لسزجين باران كوركماز، رجل الأعمال التركي المقرب من أردوغان، نجح في الفرار إلى تركيا.