واشنطن (زمان التركية) – كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، بعنوان: “على العالم أن يوقف الأسد”، علق فيه على آخر تطورات القضية السورية، محذرًا المجتمع الدولي من مغبة عدم التدخل لحل أزمة إدلب.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقاله، للبحث عن حلول سياسية فيما يتعلق بأزمة إدلب؛ وهي الدعوة التي جاءت بعد القمة الثلاثية التي جمعت بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني حسن روحاني في العاصمة الإيرانية طهران.
واقترح أردوغان شن عملية دولية لمكافحة الإرهاب ضد العناصر الإرهابية الموجودة في مدينة إدلب، مع تذرع الحكومة السورية وروسيا بوجود “هيئة تحرير الشام” لشن الهجوم العسكري على إدلب، كما يأتي ذلك عقب تصنيف أنقرة مؤخرًا “تحرير الشام” تنظيمًا إرهابيًا، بعد فشل محاولات ضم عناصره إلى “الجبهة الوطنية للتحرير” التي شكلتها في إدلب من الفصائل المسلحة المعارضة لصد الهجمة العسكرية المرتقبة.
وبدأ أردوغان مقالته بسرد مسيرة الحرب الداخلية في سوريا، موجهًا التهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار إلى أن الحرب أجبرت تركيا على استقبال نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، مما جعلها هدفًا للهجمات الإرهابية من قبل التنظيمات الإرهابية مثل داعش وتنظيم حزب العمال الكردستاني، حسب قوله.
وأوضح أردوغان بلاده تواصل مساعيها الدبلوماسية من أجل التوصل لحلول سياسية للأزمة السورية بالرغم من المصاعب المحيطة بالملف السوري، مؤكدًا أن تركيا ستستمر في مساعيها الدبلوماسية والإنسانية لحل القضية السورية.
ويأتي ذلك مع تزايد ادعاءات الإدارة الأمريكية حول وجود نية لدى الجيش السوري لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في إدلب.
وأكد أردوغان في مقاله على أن جميع أعضاء المجتمع الدولي يجب أن يكونوا على وعي بمدى المسؤولية تجاه سوريا، مع اقتراب موعد الهجوم على إدلب، قائلًا: “لا يمكننا ترك الشعب السوري تحت رحمة بشار الأسد”.
وزعم أردوغان أن الغرض من هجوم النظام السوري على إدلب ليس مكافحة الإرهاب في الأساس، وإنما القضاء على المعارضة المسلحة التي تتمتع بمستقبل، قائلًا: “إن هذا الهجوم يشكل مخاطر أمنية وإنسانية خطيرة بالنسبة لتركيا وأوروبا”.
وقال محذرًا المجتمع الدولي: “إن لم تتخذ أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية الخطوات اللازمة في إدلب اليوم، لن يدفع السوريون فاتورة ذلك وحدهم، وإنما سيدفعها العالم أجمع”.
وكانت السلطات السورية أشارت مراراً في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، إلى أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، وذلك وسط تحذيرات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين المحليين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص.
وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلاً أخيراً للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها “هيئة تحرير الشام” (تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي سابقًا)، وكانت المحافظة خلال الفترة الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.