عمان (زمان التركية) – رأى محلل سياسي أردني أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان شريك رئيسي في “المجزرة” التي حذر من وقوعها في “إدلب” شمال سوريا خلال قمة طهران أمس الأول.
ولا تزال تتواصل استعدادات جيش النظام السوري والروس لتنفيذ عملية عسكرية ضد الفصائل المعارضة في إدلب القريبة من جنوب مدينة هاتاي التركية. فيما حذرت أنقرة من “كارثة إنسانية”، كما تخشى موجة نزوح جديدة من المحافظة التي يقطنها 4 ملايين نسمة.
وأكد المُستشار والمُحلل السياسي الأردني محمد صالح الملكاوي، في مقابلة مع صحيفة (سبق) السعودية، “أن فصائل المُعارضة السورية المُعتدلة التي وثقت في أردوغان تُقاد حالياً تحت ناظريه وبموافقته إلى (المذبح) للإجهاز عليها بأسلحة وكيماوي نظام بشار ومليشيات قاسم سُليماني الشيعية الإيرانية؛ وحزب الله اللبناني”.
وأضاف الملكاوي أن “أردوغان انقلب على الثوّار السوريين الذين ثاروا ليحصلوا فقط على حياة كريمة في وطنهم؛ لكنّه بدلاً من أن يُحافظ على طهارة الثورة السورية لتبقى داخلية ومحلية الطموحات والتوجهات والمطالب؛ أدخل إليها عن عمد وقصد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش وجبهة النُصرة من الأراضي التُركية بعد أن درّب وسلّح وموّل مقاتليها”.
ولم يستبعد الملكاوي “تدمير مُحافظة إدلب على رؤوس من فيها باستخدام الأسلحة الفتاكة والكيماوية بمعلومات استخبارية وأمنية تُركية؛ قدمها أردوغان”.
وقال: “أردوغان يرى في نفسه “أرطغرل” القرن الحادي والعشرين؛ وسُلطاناً ممهوراً “كرسيه” بالدم السوري البريئ؛ خاصة في مجازر “خان شيخون” في ريف إدلب؛ و”الغوطة الشرقية” في ريف دمشق؛ والحولة في حمص؛ والتريمسة في حماة؛ وجرمانا قرب دمشق؛ والسويداء الدرزية وغيرها؛ ولم يُحرّك “الأرطغرل” ساكناً رغم علمه بأن المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ هم الذين يدفعون ثمن كل مجازر “بشار” وحلفائه الإيرانيين وحزب الله اللبناني على الأرض السورية.
وأشار إلى أن ما لا يعلمه الرئيس التُركي أن “قيامة أردوغان” ستكون قريبة جداً على رأسه؛ بعد أن تستعيد إيران قوّتها وعافيتها ودورها في العراق وسوريا ولبنان؛ لهذا لن تكون حدود تركيا الجنوبية آمنة؛ والتي ستسيطر عليها المليشيات الإيرانية الشيعية؛ وعندها سيدرك الرئيس “أردوغان” متأخراً أن “إيران” هي التي تقف على الحدود التُركية وليس سوريا.
ويرى الملكاوي أن “مجزرة إدلب” ستكون هي شهادة وفاة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان سياسياً؛ لأنه أدار ظهره للمواطنين السوريين الأبرياء، وللمُعارضة السورية المُعتدلة؛ رغم أن مُختلف القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل، تُحذّر من إبادة جماعية للسوريين الأبرياء فيها؛ إلا أن “أردوغان” في المُقابل وجه طائرته إلى “طهران” ليضع يده مُجدداً بيد الرئيس الإيراني؛ حتى يُعطي قواته ومليشياته الإيرانية والشيعية ضوءاً أخضر جديداً لاحتلال الشمال والشرق السوري وتهجير المدنيين من المُسلمين السنّة والأكراد.
وخلص إلى القول بأن تُركيا بدلاً من التوقف عن لغة السيطرة والتهديد والكبرياء السياسي والعسكري في المنطقة، والعودة إلى لغة العدل والاعتدال، والعمل المُخلص نحو توحيد مواقفها مع الدول الشقيقة كالسعودية ودول الخليج العربي والأردن واليمن وغيرها، أصبحت تابعة للمحور الإيراني في المنطقة؛ الذي لن يقود المنطقة إلا إلى الدمار والموت وتزايد حمامات الدم التي لن تسلم حتى تركيا منها.