أنقرة ( زمان التركية ) – تتجه أنظار العالم بأسره صوب إدلب السورية في وقت يُخشى فيه من وقوع أزمة إنسانية على إثر توعد رئيس النظام السوري بشار الأسد بشن عملية عسكرية للقضاء على الفصائل المعارضة.
وفي هذا الإطار اتحدت عدد من الجماعات الجهادية الصغيرة التي أقنعتها تركيا تحت مظلة واحدة وهى “الجبهة الوطنية للتحرير”.
ويسعى الأسد لضم مدينة إدلب إلى سيطرة حكومته بدون أية شروط، وتدعم كل من روسيا وإيران موقف دمشق هذا. وتعرب روسيا باستمرار عن انزعاجها من هجمات الجماعات الجهادية المتمركزة في إدلب على القواعد الروسية القريبة للمنطقة.
ويمثل المجاهدون الروس في إدلب مصدر قلق آخر لروسيا، إذ تريد روسيا القضاء على هؤلاء الجهادين لعدم منحهم فرصة العودة إليها مجددصا.
ويعارض الجانب الأمريكي أية إجراءات من شأنها تعزيز نفوذ روسيا على الرغم من عدم دعمها الجماعات الجهادية في إدلب بصورة مباشرة، فمؤخرا صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يتوجب الأخذ بعين الاعتبار العناصر الإنسانية قبل شن أي عملية في إدلب.
وسيطرت تركيا على عفرين الواقعة على حدودها وخط جرابلس- أعزاز من خلال عملية درع الفرات من ثم عملية غصن الزيتون، ولا تزال هذه المناطق تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا وأفراد الجيش التركي.
هل ترحل تركيا عن سوريا؟
ويدور النقاش حول المناطق التي تسيطر عليها تركيا في حال سيطرة النظام السوري على مدينة إدلب، إذ ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عدة مرات خلال البضعة أشهر الأخيرة أنه يتوجب على الدول الغير مدعوة في سوريا مغادرة الأراضي التي تسيطر عليها.
المقصود بالمدعوة الدول التي استدعها نظام الأسد، في حين أن تركيا لا تعترف بنظام الأسد وتسيطر على عفرين وخط جرابلس – أعزاز على الرغم من اعتراضات نظام الأسد.
ومن المحتمل أن تضغط روسيا على تركيا لمغادرة عفرين وجرابلس وتركهما لنظام الأسد عقب السيطرة على إدلب.
وكان يتم نقل المجاهدين وأسرهم باستمرار من المناطق التي تستردها قوات الأسد إلى إدلب على مدار سنوات الحرب المندلعة في سوريا خصوصا في الأشهر الأخيرة، وعقب أعمال النقل هذه التي تمت من حلب ودير الزور ومناطق أخرى داخل سوريا بتدخل من تركيا أصبحت إدلب تضم حاليا 3.5 مليون سوري وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
ويتمركز نحو 2.4 مليون منهم في مركز المدينة في حين يمكث الجزء المتبقي في المناطق الريفية.
في بدايات الحرب المندلعة في سوريا سيطرت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على منطقة إدلب، وعقب تصنيف الأمم المتحدة لها كتنظيم إرهابي قامت جبهة النصرة بتغيير اسمها إلى جبهة تحرير الشام.
واعلنت تركيا مؤخرًا تصنيف “تحرير الشام” تنظيمًا إرهابيا بعد فشلها في إقناع التنظيم بحل نفسه والانضمام إلى “الجبهة الوطنية للتحرير”.
وفي السياق ذاته نشر الكاتب تيمور أخميتوف، في صحيفة “إزفستيا”، الروسية مقالا حول مخاوف تركية من عملية الجيش السوري المرتقبة في إدلب، ولم يستبعد الكاتب تنازل تركيا عن إدلب في مقابل إجهاض مشروع “الإقليم الكردي” بفرض السيطرة التركية عبر فصائل موالية لها على المناطق التي يسعى الأكراد لإنشاء حكم ذاتي فيها.