أنقرة (زمان التركية) – أصبحت صورة التقطت لنجل الصحفية التركية “سيبال هورتاش” التي تحاكم بسبب الأخبار التي نشرتها خلال ذكرى اغتيال الصحفي الأرميني الأصل “هرانت دينك” الذي قتل قبل سنوات عدة إلى ملف القضية كدليل إدانة.
واللافت في الأمر هو إدارج صورة لنجل الصحفية وهو يبلغ من العمر عاما ضمن ملف التحقيقات بحق الصحفية التي تحاكم من خارج القضبان ويُطالب بحبسها 10 سنوات ونصف.
وتظهر الصورة التي التقطت أثناء إحياء ذكرى اغتيال الصحفي هرانت دينك في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني عام 2015 بالعاصمة التركية أنقرة نجل الصحفية الذي كان يبلغ من العمر حينها عاما واحدا وهو يحمل في يده لوحة كتب عليها “كلنا هرانت، كلنا أرمن”.
وهرانت دينك هو صحفي من أرمن تركيا، وفي التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني عام 2007 لقي دينك مصرعه نتيجة لهجوم مسلح تعرض له أمام مبنى صحيفة “أجوس” التي كان يشغل منصب رئيس تحريرها في إسطنبول.
وعبر تويتر نشرت هورتاش هذه الصورة وعلقت قائلة: “منشورات قد تعد دليل إدانة ضمن مذكرة الادعاء”.
يضم ملف قضية هورتاش أيضا وثائق جزيرة “مان” التي طرحها رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، حيث أدرجت هذه الوثائق التي قام كليجدار أوغلو بتوزيعها على الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في ملف القضية كدليل إدانة.
جدير بالذكر أن كليجدار أوغلو قدم إيصالات تحويل لأفراد أسرة أردوغان وأقاربه تبلغ قيمتها نحو 15 مليون دولار إلى شركة تدعى Bellway في جزيرة مان وذلك أثناء كلمته في اجتماع نواب الحزب في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي الثاني والعشرين من يناير/ كانون الثاني عام 2018 اعتقلت قوات الأمن التركية الصحفيين سيبال هورتاش وخيري دمير بسبب منشوراتهما على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الأخبار التي يعدانها.
وبعد 4 أيام من الاعتقال أمتثل الصحفيان أمام المحكمة المناوبة التي قضت بإخلاء سبيلهما مع إخضاعهما للرقابة القضائية.
وطالبت نيابة أنقرة في مذكرة الادعاءات التي أعدتها بحبس الصحفيين 10 سنوات وستة أشهر بتهمة الترويج لتنظيمات إرهابية وفقا للمادة السابعة من قانون مكافحة الإرهاب وتهمة التحريض على الكراهية والحقد بموجب المادة 216 من القانون الجنائي التركي.
هذا وسيشهد السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري أولى جلسات محاكمة هورتاش ودمير بالدائرة الخامسة عشر للمحكمة الجنائية في أنقرة.
يشار إلى أن هناك تضيقات سياسية تمارس على حرية الصحافة في تركيا، وصنف مؤشر منظمة صحفيون بلا حدود حرية الصحافة في تركيا لعام 2017 في المرتبة 155 من بين 180 دولة.
ويوجد 319 صحفيا معتقلا في تركيا، و189 مؤسسة إعلامية مصادرة، منذ انقلاب يوليو/ تموز 2016.