أنقرة (زمان التركية) – قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إن بلاده اختارت الانضمام للاتحاد الأوروبي كهدف إستراتيجي، معتبرًا أنه “تم تسييس مفاوضات العضوية بشكل مبالغ فيه”.
وتعرضت مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي لحالة جمود في السنوات الأخيرة بسبب عدم تنفيذ تركيا إصلاحات فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، كما طرحت عدد من الدول الأوروبية بإقامة شراكة إستراتيجية مع تركيا بدلا من منحها عضوية كاملة.
وذكر جاويش أوغلو في تصريحات نشرتها صحيفة Ta Nea اليونانية أن مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي تشكل عصب علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وأضاف قائلا: “نرى مستقبلنا في الاتحاد الأوروبي. للأسف تم تسييس مفاوضات العضوية بشكل مبالغ فيه، ومن حين لآخر نسمع أصواتًا في الاتحاد الأوروبي مؤيدة لعلاقة خاصة”.
وأكد جاويش أوغلو أن تركيا تجمعها علاقة خاصة وتعاون مع الاتحاد الأوروبي وأن هدفهم يكمن في العضوية الكاملة بالاتحاد، مشيرا إلى أن تحقيق مستقبل أفضل لأوروبا يستوجب أن تصبح تركيا وأوروبا أكثر من مجرد طرفين متعاونين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون رأى في تصريح له مؤخرًا ضرورة إقامة شراكة إستراتيجية مع تركيا بدلا من عضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون “لا يمكننا أن ننشئ أوروبا لأمد طويل دون إعادة النظر في العلاقات مع روسيا وتركيا”.
وأضاف جاويش أوغلو أن الأولوية تمنح للحوار والمفاوضات لحل المشكلات في العلاقات الدولية وأن لغة التهديد أمر مرفوض بين الحلفاء، معربًا عن آماله بحل المشكلات بالمنطق وحسن النية، كما أوضح جاويش أوغلو أن علاقات تركيا وأمريكا ليست مهمة لمصالح البلدين فقط بل مهمة أيضا لأجل السلام والاستقرار الدولي.
وشدد جاويش أوغلو على أن العلاقات ليست في أفضل مستوياتها وأضيفت مشاكل جديدة على المشاكل القائمة منذ فترة، وأن التقدم بشكاوى للرأي العام والطرف الثالث ليس أسلوبا بنّاء في العلاقات الثنائية، وأنه من المهم تحقيق ثقة متبادلة، مفيدا أنه يتوجب مواصلة الحوار بدون شروط أولية.
اللافت في الأمر هو تجديد تركيا فتح ملف عضوية الاتحاد الأوروبي بعد الأزمة القائمة مع أمريكا.
يُذكر أنه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أربعة وزراء أتراك، من بينهم وزير المالية والخزانة برات ألبيراك، الأسبوع الماضي لمح الوزراء إلى عزم تركيا مواصلة مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.
وكان وزير الخارجية الألماني سيجمار جبريال قد ذكر في تصريحات إلى صحيفة بيلد الألمانية العام الماضي أن تركيا لن تتمكن أبدا من نيل عضوية الاتحاد الأوروبي طالما حكمها الرئيس رجب طيب أردوغان.
كذلك كان رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورز الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي قال إنه يجب إنهاء مفاوضات العضوية مع تركيا في أقرب وقت دون تماطل و”البحث عن خيارات مختلفة في علاقاتنا مع تركيا على أساس علاقات الجوار.”