إزمير (زمان التركية) – أصبح قطاع النشر في تركيا الذي يواجه مشكلات عقب الارتفاع الحاد في مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة أحد أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة الاقتصادية.
وفي الوقت الذي تواصل أسعار الورق الارتفاع بسبب استيرادها من الخارج قررت 7 صحف محلية تصدر بمدينة إزمير عدم الصدور في أيام الأحد.
من جانبه ذكر مراد آتيللا، رئيس تحرير صحيفة “9 أيلول” وهي أحد الصحف المشار إليها، أن الصحيفة لن تصدر أيام الأحد بعد الآن بسبب المشاكل الاقتصادية وارتفاع مؤشر العملات الأجنبية ومشاكل استيراد الورق الخاص بطبع الصحف.
يُذكر أن ارتفاع مؤشر العملات الأجنبية الذي بدأ عقب المؤشرات السلبية للاقتصاد التركي قد بلغ ذروته عقب أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون.
ويمر قطاع النشر الذي يعتمد على الورق المستورد بفترة عصيبة نتيجة للتراجع السريع في قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
من جانبها أعلنت صحيفة “بيرجون” التركية اضطرارها لرفع سعر الصحيفة بسبب ارتفاع سعر الورق، وبعدما ارتفع سعر الدولار أمام الليرة من 3.7 ليرة إلى 6.5 ليرة، ارتفع سعر الصحيفة من 2 ليرة إلى 2.5 ليرة.
وبدورها أعلنت مجلة “أويكوسوز”، وهي مجلة ساخرة، رفعها سعر المجلة بسبب أزمة الورق قائلة: “لم يكن أمامنا سوى رفع السعر ليرة أو الإغلاق”.
وكانت صحيفة “أيدينليك” قد قررت وقف إصدار عددها لمدة ثلاثة أيام بسبب ارتفاع أسعار الورق.
وفي حديثه مع صحيفة “جمهوريت” أوضح رئيس اتحاد الناشرين التركي كنعان كوجاترك أنه منذ مطلع العام الجاري ارتفع سعر الطن من الورق إلى 850 – 900 يورو بعدما كان سعر الطن منه يبلغ في عام 2017 نحو 750 يورو.
في 29 من أغسطس الماضي بلغ سعر اليورو أمام الليرة نحو 7.54 ليرة ابتداء من الساعة 17:00 بعدما كان يبلغ في عام 2017 نحو 4.13 ليرة.
وأضاف كوجاترك أنه قبل نحو عام كان يبلغ طن الورق 3 آلاف و100 ليرة بينما بات سعر طن الورق يبلغ حاليا 6 آلاف و800 ليرة ما يعكس تضاعف تكلفة الورق.
ومنذ خصخصة أول مصنع للأوراق في تركيا “سيكا” بمدينة إزميت الذي عمل بصورة متواصلة من عام 1936 وحتى عام 2005 أصبحت تركيا قادرة فقط على إنتاج لب الورق عالي الجودة، ولكن هذا الإنتاج يعادل 3 في المئة من حاجة السوق فقط.
وإلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الصحافة في تركيا، هناك تضيقات سياسية تمارس على حرية الصحافة، وصنف مؤشر منظمة صحفيون بلا حدود حرية الصحافة في تركيا لعام 2017 في المرتبة 155 من بين 180 دولة.