أنقرة (زمان التركية)ــ شدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، على أن بلاده تضع سلامة نحو 4 ملايين سوري كأولوية قبل انهيار وقف إطلاق النار في محافظة “إدلب” شمال غربي سوريا، في إطار مباحثاتها مع حلفائها. يأتي ذلك مع تصاعد احتمالات شن النظام السوري عملية عسكرية على إدلب، آخر ماتبقى للفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
وكان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف التقى أمس الأربعاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة، في زيارة لم يكشف عنها من قبل، للتباحث حول الوضع في سوريا.
جاءت تصريحات وزير الدفاع التركي خلال كلمة ألقاها اليوم الخميس، بحفل أقيم في مقر رئاسة الأركان التركية، بالعاصمة أنقرة، لترقية مجموعة من العسكريين، بحضور رئيس الأركان يشار غولر، وقيادات عسكرية أخرى. وفقا لصحيفة (الأخبار) التركية.
واتهم النظام السوري بمواصلة هجماته في الآونة الأخيرة من البر والجو على مناطق يسكنها الأبرياء في إدلب.
وأضاف: “إننا نواصل المباحثات اللازمة حيال هذا الأمر على المستويين الدبلوماسي والعسكري”.
وشدّد وزير الدفاع على أن الدولة التركية تبذل جهودًا لمنع الهجمات على إدلب بتدابيرها التي ستتخذها من خلال التباحث والتحدث مع الدول المعنية، “وإن شاء الله سنمنعها”.
وبعد القمة الأولى بين روسيا وتركيا وإيران في سوتشي يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 جرى التوقيع على بيان مشترك لقادة الدول الثلاث كانت أبرز النقاط فيه إقامة نقاط مراقبة لخفض التصعيد والتوتر في سوريا، شيدت تركيا منهم حتى الآن 12 نقطة مراقبة.
وحول التطورات في منطقة “منبج”، قال وزير الدفاع التركي: “هناك تقدم في منبج ولو كان بطيئًا، ونذكّر الأطراف المعنية دائمًا بمسألة مغادرة تنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) المنطقة”.
وتخشى أنقرة من وقوع كارثة في إدلب إذا لجأ النظام السوري إلى الحل العسكري، وتعول على حليفاها الروسي والإيراني في منع أي عمل عسكري في إدلب وتقديم ضمانات لتحقيق تسوية.
وكان وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو قال، خلال مؤتمر صحفي مشترك الأسبوع الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو: “نحرص على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وإيجاد تسوية سياسية”.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد أعلن عن مساعية لإستعادة السيطرة على جميع الأراضي التي توجد بها الفصائل المعارضة، وقال إن “إدلب” التي تسيطر عليها فصائل مسلحة تتبع تركيا، ستكون أولي المحافظات المخطط لإستعادتها.
وتشكّل إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي، إحدى مناطق اتّفاق خفض التوتّر الذي ترعاه روسيا وإيران حليفتا الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة، وقد باتت إدلب في الأشهر الماضية ملاذاً لآلاف النازحين من مناطق أخرى سيطر عليها النظام بالقوة.