دمشق (زمان التركية) – تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط وسوريا بالتحديد أحداثًا ساخنة وتطورات خطيرة وسريعة في الآونة الأخيرة في حربها الداخلية المستمرة منذ 7 سنوات. فبعد أن أصدرت وزارة الخارجية الروسية تصريحًا، قالت فيه إن واشنطن تستعد لضرب سوريا مرة أخرى، أشارت طهران إلى أن تواجدها في سوريا مستمر، وأفصحت عن وجود اتفاقيات تعاون عسكري لإعادة بناء الجيش السوري تم توقيعها بين الحكومتين.
وبالتزامن مع التطورات التي تشهدها سوريا في الفترة الأخيرة، تم الكشف عن إرسال روسيا عددا كبيرا من السفن الحربية والغواصات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، استعدادا لأي مواجهات محتملة.
وتوالت التصريحات من الجانب الروسي أمس الاثنين، بالتزامن مع اشتعال الأوضاع في سوريا، ومع توصل المسؤولين السوريين ونظرائهم في إيران إلى اتفاق حول الخطوات التي سيتم اتخاذها، بدأت منطقة شرق البحر المتوسط تتأهب لما هو قادم.
وسيا مستعدة للاستفزازات الأمريكية
أصدرت موسكو قبل يومين تصريحات مثيرة حول الملف السوري؛ إذ أوضوحت أن وزارة الدفاع الروسية حصلت على معلومات استخباراتية حول وجود مخطط لتنفيذ استفزازات بذريعة هجمات كيميائية على إدلب خلال يومين، وأنه سيتم توجيه التهمة للجيش السوري حول استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وسيتم البحث عن حجج لتبرير توجيه ضربة على سوريا.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف: “تواصل الولايات المتحدة الأمريكية زيادة أعداد صواريخها من نوع كروز الموجودة في الشرق الأوسط بشكل له علاقة باستفزازات الهجوم المخطط بالأسلحة الكيميائية على إدلب”.
ومع تصاعد التطورات في المنطقة، توصل وزيرا الدفاع السوري ونظيره الإيراني إلى اتفاق لزيادة التعاون العسكري بين البلدين، وإعادة بناء الجيش السوري. وأدلى وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية، شبه الرسمية، بتصريحات حول تواجده في دمشق منذ يومين للقاء نظيره السوري علي عبد الله أيوب، موضحًا أن بلاده ستواصل تواجدها في سوريا، رغم اعتراض الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الإيراني: “إن سوريا تنتقل من مرحلة الأزمة إلى مرحلة إعادة البناء”، وأضاف في تصريحاته: “من خلال هذا الاتفاق فتحنا المجال أمام إعادة تشييد الصناعات العسكرية السورية”.
وأوضح في تصريحات له مع قناة (الميادين) اللبنانية في مساء يوم توقيع العقد، أنهم سيساعدون سوريا على استعادة كامل قدراتها العسكرية.
وأكد أن الاتفاق ينص على تطوير قدرات الصناعات الدفاعية السورية، وأن أهم بند في الاتفاق هو: “إعادة إنشاء الصناعات الدفاعية والجيش السوري مرة أخرى”، موضحًا أن بلاده ستقدم “خدمة جيدة” لدمشق.
كذلك تخلل الزيارة عقد لقاء بين وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي والرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى الجانب الأخر ومع توالي الأنباء حول تقوية الولايات المتحدة الأمريكية تواجدها في المنطقة، كشفت مصادر مطلعة الستار عن إرسال روسيا عددا كبيرا من القوات البحرية إلى منطقة شرق البحر المتوسط.
وأعلنت جريدة “إزفازيتا” الروسية أن روسيا أرسلت 10 سفن حربية وغواصتين على الأقل، مشيرة إلى أن القوات البحرية الروسية محملة أغلبها بصواريخ كاليبر المجنحة. بينما أكد مسؤولون روس أن روسيا ستقوم بتقديم الدعم للرئيس الأسد.
أربعة لقاءات في غاية الأهمية
شهدت الأيام العشرة الاخيرة أربعة لقاءات بين روسيا وتركيا حول التوصل لحل الأزمة السورية، دون الإفصاح عننتائج. فقد قدمت روسيا لتركيا خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو بين وزراء دفاع البلدين، خطة مقترحة لإعادة “تطبيع” الأوضاع في شمال سوريا، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل الخطة المقترحة أمام وسائل الإعلام.
إلا أن اللقاءات في غاية الأهمية قد تحدد مصير الملف السوري في الفترة المقبلة:
ففي 14 أغسطس/ آب: التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة التركية أنقرة.
في 17 أغسطس/ آب: التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار نظيره الروسي في العاصمة الروسية موسكو، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات التركي حاكان فيدان.
في 24 أغسطس/ آب: اجتمع مولود تشاووش أوغلو مع نظيره الروسي في موسكو.
في 24 أغسطس/ آب: التقى خلوصي أكار بنظيره الروسي في موسكو.