برلين (زمان التركية) – أثار نصب تمثال للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ألمانيا، غضبًا واسعًا، وسط انتقادات لتعظيم زعيم ذي سجل قمعي.
لكن مؤيدين اعتبروه مظهرًا من مظاهر حرية التعبير، خاصة وأنه يأتي تزامنًا مع ملتقى فني بمدينة فيسباغن، غربي البلاد.
ووفقًا لصحيفة “فيسباندر كورير”، فإن السلطات منحت ترخيصا في البداية لإقامة تمثال بوسط المدينة، في إطار فعاليات الحدث الفني، لكنها لم تعتقد أن الأمر يتعلق بنصب تمثال لأردوغان من الحديد ذي لون ذهبي وهو يرفع ذراعه اليمنى صوب الأعلى.
وكان أردوغان اتهم ألمانيا بـ”الفاشية” في خضم التوترات بين البلدين في الفترة الماضية، كما انتقدت أنقرة مرارا ما تعتبره تساهلا من برلين مع شخصيات كردية مدرجة ضمن خانة “الإرهاب” التركية.
وبحسب ما نقل موقع (سكاي نيوز) تحول التمثال المفاجئ إلى جدل بالمنصات الاجتماعية، إذ يرى مدافعون أن الأمر يتعلق بشخصية سياسية تتولى إدارة بلد تقيم معه ألمانيا علاقات طبيعية.
في المقابل، يقول منتقدو التمثال إن قيمة الفن في أن يحتفي بالرموز التي تقدم خدمة للبشرية فتدفع باتجاه التسامح والقيم المثلى، أما تكريم رئيس سجن الآلاف من الأشخاص وأطلق تصريحات مناوئة للديمقرطيات الغربية حتى يستميل أنصاره بنهج شعبوي، فلم يكن خيارا ملائما.
واضطر عدد من عناصر الشرطة إلى المرابطة في مكان قريب من التمثال، تفاديا لحصول مناوشات بين المتحمسين للتمثال والرافضين له، كما لاحظت السلطات كتابات جرافيكية في الموقع بعد وضع القطعة الفنية.
ومن المرتقب أن يزور أردوغان ألمانيا في 27 و28 سبتمبر/ أيلول المقبل في زيارة هي الأولى منذ أربع سنوات، تخللهم توتر في العلاقات بعد انقلاب 2016 في تركيا.
ولا تزال زيارة أردوغان إلى برلين تشغل وسائل الإعلام الألماني وتثير الجدل لدى الرأي العام في ظل ما شهدته العلاقات من توتر، قبل أن تبدأ في التحسن مؤخرًا.
وكانت الحكومة الألمانية رفعت مؤخرا العقوبات التي مارستها على تركيا في الفترة المتأزمة.