لندن (زمان التركية) – قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن أقليات الأويغور الصينية الفارة من القمع الصيني إلى تركيا، بدأت تشعر بالقلق بسبب التقارب الذي تشهده العلاقات بين أنقرة وبكين في الفترة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن بعض الأيغوريون في تركيا شعورهم المتنامي بالقلق نتيجة التقارب في العلاقات بين الصين وتركيا، على إثر الخلاف مع الولايات المتحدة.
وأشارت فانشيال تايمز إلى أن تركيا تعتبر أكثر الدول ترجيحًا من قبل الأقلية الأويجورية المسلمة الفارة من الصين، لافتة إلى أنهم يتعرضون لترهيب وتخويف من قبل السلطات الصينية في الدول المجاورة لهم.
ويقول رجل أعمال أويغوري يدعى “محمد”، كان قد هرب إلى قرغيزستان، إن الشرطة القرغيزية أجبرته على مغادرة البلاد، موضحًا أنهم اعتقلوه لمدة في طابق تحت الأرض في أحد المراكز الأمنية، حيث كان يوجد نحو 70 مواطنا أويغوريا معتقلًا.
ونقلت فانشيال تايمز عنه أنه تعرض للتوقيف 6 مرات من قبل قوات الأمن في قرغيزستان، مشيرة إلى أن وفدًا صينيًا أرسل للسلطات في قرغيزستان قائمة مكونة من 123 شخصًا، وأنه أحد المذكورين فيها، مطالبة بإعادة تسليمهم لها، لافتة إلى أنه تمكن من الخروج من خلال تقديم رشوة بقيمة 5 آلاف دولار.
وقالت الصحيفة: “إن السلطات الصينية وسعت دائرة أجهزتها الأمنية المفروضة على إقليم الأويغور ذي الحكم الذاتي في غرب البلاد، لتصل إلى جيرانها في وسط آسيا. بينما تريد هذه الدول في المقابل أن يكون لها أولوية سياسية واقتصادية مع الصين. فهناك 7 دول لها علاقة مباشرة بالمشروع الصيني -الحزام والطريق- الذي يتكلف 900 مليار دولار أمريكي”.
ونقلت الصحيفة عن مواطن آخر يدعى “تورسون” لا يريد الكشف عن هويته، أنه هرب من بلاده إلى تركيا خوفًا من قمع السلطات الصينية، قائلًا: “منذ أن ازداد القمع بدأت العلاقات بين الصين وتركيا تتقارب. لقد بدأنا نشعر أننا في أمن أقل، نتيجة التقارب في العلاقات بين الصين وتركيا”.
وأوضح أن السلطات الصينية توصلت إلى رقم هاتفه في تركيا واتصلت به مرتين من أجل إقناعه بالعودة مرة أخرى إلى الصين، وقال: “لقد قالوا لي مهددين: نحن نراقبك على مدار الساعة. لا يمكن الهروب بالأعمال غير القانونية في تركيا”.
وقام الأويغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة -تركستان الشرقية- على غرار ثورات 1933 و1944، لكنها سرعان ما انهارت أمام الصينيين الذين أخضعوا إقليم الأويغور في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الأويغور السكان الأصليين.
مشاريع مشتركة بين الصين وتركيا
ومؤخرًا قالت الصين إنها تدعم تركيا في في ظل “الحرب الاقتصادية التي أعلنتها قوى دولية عليها “، في حين بدا خلال الأيام الماضية أن تركيا تحول دفتها إلى بكين، في محاولة لتقليل تبعات الأزمات السياسية مع الولايات المتحدة على الاقتصاد.
وقال وزير خارجية الصين وانغ يي، قبل أيام لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تتخذ موقفا مبدئيا فيما يتعلق بتطوير علاقات التعاون بين البلدين وإعطائها زخما.
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، كشف أن بلاده تخطط لإسناد مهمة تنفيذ المفاعل النووي الثالث للصين. كذلك من المتوقع أن يتم إسناد مشروع نفق إسطنبول ذي الطوابق الثلاثة، لشركات صينية خلال الأيام المقبلة. كما أعلن وزير المالية والتجارة في تركيا برات ألبيراق، صهر أردوغان، مؤخرًا أن بلاده ستحصل على قروض بقيمة 3.6 مليار دولار من الصين لأجل تطوير مشاريع البنية التحتية لقطاع الطاقة والنقل.