أنقرة ( زمان التركية ) – أفاد السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة روبرت بيراسون أنه خلال بضعة أعوام سيؤسس حلف الناتو مركز قيادة جديدا في تركيا، ولهذا السبب فإن احتمالية انفصال تركيا عن الحلف غير ممكنة.
وأعد جريتا فان سوستاران من موقع “صوت أمريكا” تقريرا موسعا حول التوترات القائمة في العلاقات التركية الأمريكية مع عدد من الخبراء البارزين، حيث شارك في التقرير كل من رئيسة قسم النشر التركي بالموقع “خوليا بولات” ورئيس المخابرات الأمريكية السابق ووزير الدفاع السابق “ليون بانيتا” والسفير الأمريكي السابق لدى أنقرة “روبرت بيراسون” ومدير معهد الأعمال التركية بجامعة “جورج تاون سنان جيدي”.
وأشارت ضيفة البرنامج خوليا بولات إلى وجود الكثير من القضايا الشائكة بين البلدين، مثل القضية الكردية، وأنظمة الدفاع الصاروخي الروسي إس 400، والتقارب مع إيران، وانتهاك العقوبات الدولية المفروضة على إيران، والإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون.
التقارب التركي الروسي
وعند سؤال سوستاران بولات عما إن كان الشعب التركي يرغب في التقارب مع روسيا عوضًا عن أمريكا، أوضحت بولات أن التقارب مع روسيا أمر محتوم، مشيرة إلى حصول تركيا على نصف احتياجها من الغاز الطبيعي من روسيا، وأن قطع روسيا إمدادها بالغاز في منتصف فصل الشتاء وضع تركيا في موقف صعب في وقت سابق، وأن الأمر قد يتكرر في أي لحظة.
حل دبلوماسي لقضية برونسون
من جانبه، ذكر رئيس المخابرات الأمريكية السابق ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا أن تركيا وأمريكا بحاجة لبعضهما البعض لتتمتعا بنفوذ في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف بانيتا أنه بدون شك تسببت المشكلات مثل أزمة القس أندرو برونسون والاستبداد المتزايد في تركيا ورفع التعريفة الجمركية في قطيعة بين البلدين، غير أنه كان توجد طريقة لتجاوز الأزمات التي وقعت في الماضي.
وأكد بانيتا أن تركيا تتمتع بقوة في العالم الإسلامي، وأن مكانتها في الشرق الأوسط تختلف عن إيران من هذه الناحية، وأن تقارب تركيا لأوروبا والشرق الأوسط مهم بالنسبة للولايات المتحدة، مفيدًا أن ضعف الاقتصاد التركي بطريقة ستهدد الاقتصاد الدولي وبدء تركيا فجأة بتهديد أمريكا بغلق قاعدة إنجرليك أمام جنودها سيناريوهات لا ترغب فيها الولايات المتحدة. ولهذا السبب يتوجب على الطرفين إيجاد حل لأزمة برونسون بالطرق الدبلوماسية.
دول أخرى ستتجه إلى روسيا
شدد بانيتا أن التقارب الروسي التركي سيستمر طالما أن العلاقات مع الولايات الأمريكية تواصل التدهور، وأن دولا أخرى تبحث عن الريادة في الشرق الأوسط ستتجه أيضا إلى روسيا كلما استندت تركيا إلى روسيا.
هل ستغادر تركيا حلف الناتو؟
من جانبه، أفاد السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة روبرت بيراسون أن تركيا حظيت بتقدير كبير إلى الآن بصفتها عضوًا في حلف الناتو، وأن كونها جزءًا من التحالف منذ خمسينات القرن الماضي جعلها تنتفع بالكثير من الإمكانات، مؤكدا أنه سيتم إنشاء مركز عمليات تابع لحلف الناتو في تركيا خلال بضع سنوات، مما يجعل احتمالية مغادرة تركيا للحلف بعيدة.
وفي إجابته عن سؤال بشأن ما إن كانت تركيا ستحاول إغلاق قاعدة إنجرليك أمام الولايات المتحدة، ذكّر بيراسون بالتراجع الحر في قيمة الليرة التركية عند طرق تركيا مقترح غلق قاعدة إنجرليك، لافتًا إلى أن تمسك تركيا بتحالفها مع الناتو وأمريكا بعد إهانتها الولايات المتحدة، ومن ثم تدهور الأمور، يعد نموذجا على ازدواجية المعايير.
وشدد بيراسون على أن حل مسألة القس الأمريكي سيخلق انفراجة مؤقتة في الاقتصاد التركي، مشيرا إلى حاجة تركيا لإصلاحات فعلية وأن الاقتصاد التركي يضعف منذ سنوات، وفاقمت نظريات أردوغان بشأن الاقتصاد المشكلة، وإن إنقاذ برونسون لا يعني إنقاذ الاقتصاد التركي.