أزمير (زمان التركية) – يعاني تجار الأجهزة الإلكترونية في تركيا من تداعيات الأزمة الاقتصادية عليهم بسبب استيراد المنتجات الإلكترونية بالدولار، وسط تدهور سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، مؤكدين أنهم أصبحوا يتعرضون لخسائر فادحة تجعلهم غير قادرين على العمل وكسب الرزق.
إذ تأتي الأجهزة الإلكترونية على رأس قائمة المنتجات التي تأثرت بتراجع سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي على خلفية الأزمة الاقتصادية الأخيرة، حيث بلغت معدلات زيادة أسعار الإلكترونيات نحو 50%، الأمر الذي شلَّ حياة التجار في سوق الإلكترونيات في بلدة كوناك التابعة لمدينة أزمير.
وتستورد تركيا سنويًا 12 مليون جهاز هاتف محمول تقريبًا.
ويؤكد أحمد أجار الذي يعمل في بيع الهواتف المحمولة في السوق نفسه منذ 20 عامًا أن الوضح يتحول من السيء للأسوأ يومًا بعد يوم، موضحًا أن ارتفاع الدولار أمام الليرة التركية بشكل جنوني جعل الأوضاع لا يمكن تحملها في سوق العمل.
وقال: “الهاتف الذي كنا نبيعه مقابل 300 ليرة تركية أصبح يباع مقابل 500 ليرة تركية. وأصبح مكسبنا أقل من العام الماضي. كان مكسبنا في العام الماضي بين 150-200 ليرة تركية، والآن أصبح مكسبنا بين 70 -100 ليرة على الأكثر”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا المواطنين لمقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية، مثل أيفون الذي تنتجه شركة آبل، على خلفية التضييقات الامريكية الأخيرة التي أثرت على الاقتصاد التركي، مطالبًا باستبدال المنتجات الأمريكية بأخرى محلية وكورية.
وقال أردوغان: “سنطبق مقاطعة على المنتجات الإلكترونية الأمريكية. إن كان لديهم آيفون فعلى الجانب الآخر يوجد سامسونج. ولدينا فيستيل وفينوس (إنتاج محلي)”.
وقال أورهان سونماز، أحد تجار الأجهزة الإلكترونية منذ 10 سنوات: “لقد كانت أوضاعنا أفضل من العام الماضي بقليل. ولكن مع ارتفاع الدولار أصبحت أوضاعنا سيئة للغاية. الآن أصبحت لا أحقق مكسبًا 200 ليرة تركية في الأسبوع الواحد. لقد أصابنا الدولار في مقتل”.
وأشار سليمان بالاك أن الوضع أصبح لا يسمح بالعمل، خاصة وأن هامش الربح خلال العام الماضي كان 20%، أما الآن أصبح 1% فقط، قائلًا: “إن الأوضاع الاقتصادية تسوء أكثر. فكلما ارتفع الدولار زادت أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والمياه، لا نستطيع سداد إيجاراتنا، المنزل الذي كنا نستأجره بالعام الماضي مقابل 500 ليرة تركية أصبح بقيمة 1000 ليرة تركية هذا العام، المحال والمتاجر تغلق أبوابها تدريجيًا”.