إسطنبول (زمان التركية) – تناول دارون عجم أوغلو، الأستاذ تركي الأصل بمعهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، الاقتصاد التركي والتطورات القائمة على الساحة الدولية.
وأوضح عجم أوغلو الذي يعد أحد أشهر خبراء الاقتصاد في العالم أنه ليست هناك طريقة حل سهلة بالنسبة لتركيا، وأثناء حديثه مع موقع başlangicnoktasi.org أجاب عجم أوغلو على سؤال حول الاقتصاد التركي على النحو التالي:
نمو ذو جودة منخفضة
“ليست هناك طريقة حل سهلة بالنسبة لتركيا، فإن الاقتصاد التركي يعاني من مشكلات هيكلية نابعة من ترنحات مؤسسية خلال السنوات العشر الأخيرة. والنمو ذو الجودة المنخفضة نتيجة ذلك، لكن هذه التقصيرات أدت إلى تشكل قطاع من الشركات التي تفتقر إلى المناعة ضد الإفلاس بجانب خلقه مخاطر لقطاع البنوك وقطاع الإنشاء وقطاع العقارات.
أفضل طريقة للتقدم هي تطوير المؤسسات والتأكد من عدم تضرر تركيا من مغادرة رؤوس الأموال الأجنبية وإعادة هيكلة قطاع المؤسسات، وبهذا لن تبلغ المؤسسات مرحلة لا تستطيع تخطيها نتيجة للاقتراض”.
وفي مقالها بموقع “بلومبرج” تطرق عجم أوغلو إلى تطور الديمقراطية من الماضي إلى الحاضر، مؤكدا أن الديمقراطية جيدة من أجل النمو الاقتصادي.
نموذج كوريا الجنوبية
وأوضح عجم أوغلو أنه في الدول التي تنتقل من الديكتاتورية العسكرية أو الملكية إلى الديمقراطية أو من الأنظمة الاستبدادية إلى الأنظمة الديمقراطية يتحقق نمو اقتصادي دائما على نطاق أعلى خلال عشرين سنة ويرتفع دخل الفرد بنسبة 20 في المئة، مدللا على هذا بنموذج كوريا الجنوبية.
وأضاف عجم أوغلو أن كثيرا من الناس يدعون بأن سبب المعجزة الاقتصادية لكوريا الجنوبية يكمن في القيادات الاستبدادية خلال ستينات القرن الماضي ويضربون على ذلك مثال الجنرال بارك شونج هيي الذي أدار الصناعة التي تتمركز على الدولة، ويقول إن الحقيقة هو أنه خلال ثمانينات القرن الماضي تباطأ النمو وكان دخل الفرد تعادل 30 في المئة فقط لنظيرتها اليابان.
وأفاد عجم أوغلو أنه نتيجة للتحركات الطلابية الواسعة والاعتصامات التي نفذها مؤيدو الديمقراطية والوحدات التجارية أطيح بالحكومة العسكرية في يونيو/ حزيران عام 1987 وحقق اقتصاد كوريا الجنوبية نموا بواقع 5 في المئة سنويا على مدار 20 سنة متتالية وأصبح دخل الفرد يعادل 70 بالمائة لما عند نظيرته اليابان، أي يقل عنها نسبة 30 في المئة فقط.
الذين لا يريدون أن يفقدوا الاحتكار لا يرضون بالديمقراطية
وشدد عجم أوغلو أن الديمقراطية تحت الحصار قائلا: “كون الديمقراطية جيدة من أجل النمو لا يعني الجزم بأن تطبيق الديمقراطية أمر سهل أو ليس بسهل، كما أنه ليس من الصائب أن نزعم أن الدول غير الديمقراطية انتقلت إلى الديمقراطية من دون أي مشاكل. فالديمقراطية تتطلب العمل ومواجهة رياح تهب بكثرة من الاتجاه المعاكس، والسبب الوحيد لهذا ليس احتمالية تهديد الفكر الديمقراطي للعناصر الدولية القوية اليوم مثل الصين وروسيا. والمشكلات الكبرى داخلية وليست خارجية”.
هذا وذكر عجم أوغلو أن الديمقراطية تولد فائزين وخاسرين، مشيرا إلى أنه في النهاية يضطر البعض إلى دفع مزيد من الضرائب وأن من يرون أنهم سيفقدون الاحتكار لا يرضون بالديمقراطية.