أبو ظبي (زمان التركية) ــ تناول موقع (سكاي نيوز) تقريرًا يرصد ظاهرة إقصاء عدد كبير من الضباط والجنرالات عن الجيش في تركيا، بعد إعلانهم “أبطالا” ساهموا في التصدي للمحاولة الانقلاب عام 2016.
وقال التقرير إن السلطات التركية اتهمت بعض من شاركوا بوضوح في حماية “النظام الديمقراطي” وإنقاذ الرئيس رجب طيب أردوغان، بالانتماء إلى الانقلابيين، وكان آخرهم الطيار الذي قاد طائرة أردوغان من مرمريس إلى إسطنبول تلك الليلة، والذي كانت صحف موالية للحكومة قد وصفته بـ “البطل الشجاع”.
وذكر أن الصحفية التركية مويسر يلديز قال في تقرير كتبته لموقع Odatv، أمثلة عديدة عن عسكريين ساهموا في إفشال الانقلاب وفقا للسلطات التركية، لكنهم بعد ذلك تعرضوا للاعتقال.
ومن بين هؤلاء، الضابط براق أكين، أحد حراس قائد القوات البرية، الذي أصيب في تبادل لإطلاق النار أثناء دفاعه عن قائد القوات البرية الذي حاول الانقلابيون خطفه أو قتله.
وقد زار عدد من الوزراء الضابط أكين في منزله بعد تماثله للشفاء، وقلده أردوغان وسام الشجاعة عن بطولاته تلك الليلة، لكن براق فوجئ بطرده من الجيش في آخر قرار صدر عن الحكومة السابقة، قبل أيام من إعلان رفع حال الطوارئ، دون إبداء أية أسباب.
مثال آخر، هو ما حدث مع ضابط عرف باسم حركي هو “عبد الله”، وقد ظهر كشاهد سري في عدة قضايا، قدم خلالها شهادات ضد متهمين بالانتماء إلى حركة الخدمة وملهمها الداعية فتح الله كولن، الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
وفوجئ هذا “البطل” الذي اتهم العشرات بالإنتماء إلى “الخدمة” داخل الجيش، بطرده هو أيضا من الجيش في قرارات الشورى العسكرية الأخيرة.
الأمثلة كثيرة، وكلها تثير التساؤلات عن سبب إقصاء هؤلاء الذين ساعدوا الحكومة على كشف “انقلابيين” كانوا مختبئين داخل صفوف الجيش، أو ساهموا بقوة في التصدي للمحاولة الانقلابية.
بل إن من بين هؤلاء “خبراء” تم الاستعانة بهم لكتابة تقارير في عدة قضايا حساسة، وتم الاستشهاد بتقاريرهم لإثبات التهم على منتمين إلى “تنظيم كولن”، ثم فوجئوا بطردهم من الجيش، أو حتى توجيه التهم لهم بالانتماء إلى “تنظيم كولن”، بالرغم من تقاريرهم التي أدين من خلالها العديد من الضباط في الجيش، مما يثير التساؤل عما إذا كان يجب إعادة تلك المحاكمات؟
وفي إطار تعليقه على الخبر، قال حساب “نبض تركيا” على موقع تويتر: “نظام ردوغان يفصل جنرالات عن الجيش بتهمة الانتماء إلى حركةالخدمة بعد أن أعلنهم أبطالا منعوا الانقلاب الفاشل! فهل حركة كولن انقلبت على كوادرها الذاتية؟! إنهم يسخرون بعقول الناس!”، على حد تعبيره.