برلين (زمان التركية)ــ قال الكاتب الصحفي تود وود في مقال بصحيفة واشنطن تايمز إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دمر مسار كمال أتاتورك طول سنوات حكمه، في إطار سعيه لفرض “الثيوقراطية الإسلامية”، معتبرًا أن تحالفاته الجديدة لن تمكنه من تحقيق أحلامه السياسية وانقاذ وضع البلاد الاقتصادي.
وجاء في المقال الذي نقلته صحيفة (العربي اليوم): الشريعة الإسلامية التي يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطبيقها في نهاية المطاف في تركيا، لا تنسجم مع حكم القانون والسوق الحرة والرأسمالية والفردية، معتبراً أن تعاليم كمال أتاتورك انهارت، والنظام السياسي التركي انهار، ومعظم جيل الألفية لا يتلقى تدريساً حقيقياً في التاريخ، وتالياً لم يسمع مطلقاً عن كمال أتاتورك الذي وضع تركيا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، على طريق التغريب العلماني والسلع الرأسمالية التي تأتي معها.
أردوغان دمر مسار أتاتورك
ورأى وود أن هذا الإرث هو الذي سمح لتركيا بالتقدم لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي، وبأن تصبح الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي. وعلى مدى عقود من الزمن، تمت حماية هذا المسار التركي من قبل الجيش، الذي كان يتدخل في السياسة عندما يطلّ الإسلام الجهادي برأسه. لقد دمّر إردوغان هذا المسار ولم يعد موجوداً.
ولفت وود إلى أن الرجل التركي القوي فكك بشكل منهجي هذا المجتمع ونظام الحكم الذي حمل تركيا إلى القرن العشرين، وهو مشغول الآن بإعادة البلاد إلى القرن التاسع عشر. وعثر إردوغان على طريقة لتهميش وسجن وتدمير جدار الحماية العسكرية الذي دافع عن تحديث تركيا في الأعوام الخمسين الأخيرة من الألفية الأخيرة. وكانت النتائج كارثية. و”كل ما عليك فعله هو أن تلقي نظرة على الوضعين المالي والسياسي في تركيا لمعرفة ذلك. ويبدو أن البلدان التي لديها ميول طبيعية كي تتحول إلى أنظمة دينية عدوانية، تحتاج إلى أنظمة سياسية خاصة”.
الدعم القطري ليس كافياً
ولفت وود إلى أن العملة في سقوط حر، وجرى دعمها مؤخراً بـ15 مليار دولار من قطر، لكن هذا لن يكون كافياً. ويمكن الأسواق أن تشعر أن الحكومة تحاول “إدارة” الاقتصاد، وهي أجندة لن تنجح. كانت التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تركيا بسبب سجنها القس الإنجيلي هي الشرارة، لكن ظروف سوء الإدارة والفساد زرعها إردوغان منذ زمن بعيد. وأضاف: “الحقيقة هي أن تركيا ليست حليفاً. وهي لم تكن حليفاً للغرب منذ فترة طويلة.تركيا هي نظام إسلامي فاسد لا يمكن الوثوق به للدفاع عن الحلف، على الأقل حتى يكون هناك قيادة وتغيير سياسي في ذاك البلد”.
أنظمة أس-400
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأدلة، بينها علاقة تركيا المريحة مع الكرملين. ولدى تركيا وروسيا علاقة اقتصادية متداخلة. وتقوم تركيا بشراء صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس-400 روسية الصنع. نعم تلك الأنظمة تهدف إلى إسقاط الطائرات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، من مسافات بعيدة جداً. وتساءل “هل من المنطقي حقاً شراء أنظمة دفاع جوي من خصم محتمل؟ هذا سخيف. قد يعتقد المرء أنه سيكون على دراية تامة بكيفية التغلب على مثل هذا النظام في صراع مع حلف شمال الأطلسي. ويبدو ان تركيا قد ولت منذ زمن. قد نعترف كذلك بالحقيقة ونستعد على هذا الأساس”.