الرياض (زمان التركية)ــ تناول الكاتب والخبير الاقتصادي السعودي فايز الرابعة، أثر الدعم القطري الأخير للاقتصاد في تركيا وإن كان سيحدث فرقًا يعتمد عليه في تحسن الوضع الاقتصادي، بعد التوترات في العلاقة بين أنقرة وواشنطن، امتدت إلى فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.
وقالت قطر التي زار أميرها أنقرة أمس إنها ستقدم حزمة استثمارات لدعم اقتصاد تركيا، ووعدت بضخ 15 مليار دولار، لتقوية الليرة.
وتحت سؤال بعنوان “ماذا حدث بعد دعم قطر بمبلغ 15 مليار دولار؟” تناول الرابعة في سلسلة تغريدات على (تويتر)، ما إن كان الدعم القطري سيحدث فرقًا في العجز بميزانية تركيا.
وقال فاير الرابعة إنه رغم أن سعر صرف الليرة تحسن بعد الدعم وتحول من 7.24 إلى 5.9 إلا أن الاقتصاد التركي ما زال متدهورًا.
وأوضح أن “عجز تركيا بالدولار بعد الدعم القطري يكون (56+17) مليار دولار، فاذا حولنا هذا العجز إلى ليرة بسعر صرف 5.9 يصبح 430 مليار ليرة، أي أن تركيا سيكون لديها دخل 599.4 مليار ليرة وستنفق 430 مليار ليرة، أي أن العجز في ميزانيتها 71%، وهذا مؤشر على أن الاقتصاد التركي ما زال متدهورًا”
وتوقع فايز الرابعة أنه “لا شك أن القائمين على الاقتصاد التركي سيقومون بإجراءات تقشف للحد من الإنفاق وتقليص العجز، وفي المقابل الحد من الإنفاق سوف يؤثر سلبا على الطلب الكلي .. وهذا يعني مزيدا من الركود والتدهور الاقتصادي”.
وقال إن السؤال الذي يطرح نفسه هل الحكومة القطرية قادرة على دعم الاقتصاد التركي بمبلغ 15مليار دولار ؟
1️⃣قطر تدعم الاقتصاد التركي بـ 15 مليار دولار، فكم يشكل هذا المبلغ نسبة من الناتج الاقتصادي القطري والتركي .. وهل هو كافي لدعم الاقتصاد التركي؟ سنتناول هذا الدعم من منظور اقتصادي
— فايز الرابعة (@fbinr) August 16, 2018
وشكك الرابعة في قدرة قطر على دعم اقتصاد تركيا واعتبره “رهان خاسر”، قائلا: “قطر ميزانيتها عام 2018 بلغت 55.4 مليار دولار ولديها عجز بلغ 7.7 مليار دولار، والآن هي تدعم تركيا بضعف العجز الذي تعاني منه!!! لا شك أن النظام القطري يتوفر لديه احتياطي، ولكن كم يستطيع الاقتصاد القطري دعم الاقتصاد التركي؟ قطر تستنزف اقتصادها ومقدرات شعبها في الرهان على الجواد الخسران فالاقتصاد التركي في تدهور بسبب الديون وما زالت الديون في ازدياد .. وهذا الدعم بمثابة تأجيل الانهيار فترة بسيطة”.
يذكر أن قيمة الليرة التركية تأثرت كثيرًا بعدما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على وزيرين في تركيا وألغت صفقة مقاتلات كانت تنتظرها أنقرة، كما ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على صاردرات تركيا إلى بلاده من الصلب والألمونيوم.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت العقوبات على تركيا بعدما لم تلب الطلب الأمريكي بإخلاء سبيل القس الأمريكي أندرو كريج برونسون المعتقل منذ سنتين.
وحذر مسئول في البيت الأبيض تركيا من المزيد من العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها إذا استمر قرارها بعدم الإفراج عن القس الأميركي المحتجز لديها، في غضون أسبوع.