لندن (زمان التركية)ــ نشرت صحيفة (جارديان) الإنجليزية في عددها اليوم، تحليلًا بقلم محرر القسم الاقتصادي لاري إليوت، عن الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي على خلفية أزمة القس أندرو برونسون بين أنقرة وواشنطن.
وحسب ما نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في نسخته باللغة التركية عن “جارديان”، فقد استنفذت تركيا الوقت والخيارات المتاحة أمامها، موضحة أن الأيام المقبلة ستشهد تأثر جميع الأسواق المالية بتداعيات الأزمة.
وأشار الكاتب إليوت في تحليله إلى الأزمة المالية التي ظهرت في عام 2008، وضربت الدول غير المركزية، قبيل الأزمة التي عصفت بالبنوك الأمريكية والأوروبية.
ولفت إلى أن خمسة عشر عامًا الأخيرة شهدت أزمات اقتصادية متتالية تناوبت على عدد من الدول من بينها المكسيك وإندونيسيا، والبرازيل، والأرجنتين، إلا أنه لم يتم المبالاة بالإشارات التحذيرية التي بدأت تتصاعد من تلك الأزمات إلى أن وصل الأمر إلى أزمة عام 2008.
معدلات النمو الوهمية
وقال إليوت في تحليله: “قد تبدو أزمة تركيا على أنها قد أخذت شكلها النهائي، ولكنه من شأن الأزمة أن تأخذ اتجاهًا أكثر خطورة”.
وأوضح إليوت أن تركيا كغيرها من الدول النامية ربطت معدلات نموها بقروض وتمويلات ضخمة بالدولار الأمريكي، عندما خفضت الولايات المتحدة الأمريكية أسعار الفائدة في بنوكها؛ ولكن مع رفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى، وما تبعه من استقواء الدولار، بدأت معدلات النمو الوهمية تتحول إلى معدلات انهيار.
وأشار إليوت إلى أن استقواء الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، جاء بالتزامن مع الأزمة بين أنقرة وواشنطن، قائلًا: “هناك ثلاثة أسباب وراء الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي: الاقتصاد المتآكل، ومنع أردوغان البنك المركزي التركي من اتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بالأسعار المرتفعة، عقب انتخاب أردوغان رئيسًا للجمهورية، وأخيرًا الأزمة السياسية المشتعلة بين أنقرة وواشنطن”.
وأكد إليوت في الجزء الأخير من التحليل أن تركيا استنفذت الوقت والخيارات المتاحة أمامها، قائلًا: “سيضطر أردوغان لتسليم برونسون إلى ترامب، لأنه يستمر في حرب لا يمكنه أن ينتصر فيها، ولكنه يضر باقتصاد بلاده. وسيكون مضطرًا لاتخاذ تدابير صعبة ولن تكون مقبولة بالنسبة للمواطنين من أجل منع الانهيار التام لليرة التركية أمام الدولار”.
وأضاف إليوت: “إذا نظرنا إلى ما فعله أردوغان حتى الآن، سنجد أن الخطوة المقبلة له هي التحكم في رؤوس الأموال المودوعة في البنوك. ولكن هذا لن يفيد بشيء دون الحصول على حزمة مساعدات من البنك الدولي. إما أنهم سيلجؤون للاقتراض من البنك الدولي أو سيكون البنك المركزي التركي في حالة من صدمة كبيرة. الفرص والوقت ينفذ أمام تركيا مع مرور كل يوم”.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
Guardian’dan Türkiye analizi Erdoğan, Brunson konusunda Trump’a teslim olmak zorunda kalacak