برلين (زمان التركية)ــ قالت صحيفة ( برلينيير زايتونغ Berliner Zeitung ) الألمانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف من زيارته المرتقبة إلى ألمانيا طلب دعمها، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا في الفترة الأخيرة، خصوصًا مع توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وستكون الزيارة التي يخطط أردوغان لإجراءها إلى ألمانيا في 27 و28 سبتمبر/ أيلول المقبل هي الأولى منذ أربع سنوات، تخللهم توتر في العلاقات بعد انقلاب 2016 في تركيا.
ولا تزال زيارة أردوغان إلى برلين تشغل وسائل الإعلام الألماني وتثير الجدل لدى الرأي العام في ظل العلاقات المتوترة التي بدأت تعود إلى طبيعتها نوعًا ما في الأيام الأخيرة.
وكانت الحكومة الألمانية رفعت مؤخرًا العقوبات التي مارستها على تركيا في الفترة المتأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان سيطالب أثناء زيارته بإعادة اللاجئين الأتراك الذين هربوا من تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل ويتهمهم أردوغان بالتورط فيها. وسيقترح في المقابل إطلاق سراح 7 مواطنين ألمان محتجزين في تركيا لأسباب سياسية. وأكدت الجريدة أن ألمانيا لن تقبل التفاوض في موضوع كهذا، لأنها ليست مضطرة إلى ذلك.
وزعمت الصحيفة أن السبب الأساسي وراء زيارة أردوغان إلى برلين هو حاجته إلى المساعدة والدعم، لأن تركيا تتجندل على حافة أزمة اقتصادية.
يذكر أن أردوغان قد وجه اتهامات خطيرة إلى رئيسة وزراء ألمانيا أنجيلا مركيل في برنامج شاركه على قناة A Haber التركية العام الماضي.
واتهم أردوغان ميركل بدعم الإرهاب وقال: “أيتها السيدة مركيل أنت تقدمين الدعم للإرهابيين.”
وكان توتر في العلاقات نشب بين البلدين بعدما ألغت السلطات الألمانية أنشطة دعائية لوزراء أتراك قبل استفتاء 16 أبريل / نيسان 2017 على الدستور الذي نقل البلاد مؤخرًا إلى نظام الحكم الرئاسي.
ووصف أردوغان وقتها قرار إلغاء الأنشطة الدعائية بأنه “إجراء نازي” فيما وجد رد فعل داخلي عنيف في ألمانيا تجاه تصريحاته.
وطالبت وسائل إعلام ألمانية عدة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإتخاذ موقف صارم تجاه أردوغان في القضايا العالقة بين البلدين، وعدم استقباله بمراسم رسمية.
لكن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس رأى عكس ذلك، حيث اعتبر أنه “ينبغي معاملة شخص اختير لرئاسة دولة بالشكل الذي يناسب هذا الوضع بالطبع”.
حلفاء آخرين
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالًا باللغة الإنجليزية بقلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد فيه بالبحث عن حلفاء آخرين، بعد الأزمة الأخيرة بين واشنطن وأنقرة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقاله بعنوان: “كيف ترى تركيا الأزمة الأمريكية” إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفهم قلق شريكها الاستراتيجي وحليفها في حلف شمال الأطلسي تركيا، مشيرا إلى أن واشنطن “عليها أن تعرف أن تركيا لديها بدائل”.
وأضاف أردوغان في مقاله: ” للأسف، لقد باءت مساعينا لتحويل هذا التوجه الخطير إلى اتجاه آخر بالفشل. إن لم تحترم الولايات المتحدة الأمريكية سيادة تركيا، وتثبت أنها تقف بجانب شعبنا، فإن شراكتنا قد تدخل في مرحلة خطيرة”.