القاهرة- محمد أبو سبحة (زمان التركية)ــ هدد دونالد ترامب شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بوقف التعامل معهم في حال واصلوا تعاملاتهم مع إيران، في ظل تحدي من جانب تركيا للولايات المتحدة بعدم التخلي عن الحليف الإيراني.
وقال ترامب اليوم الثلاثاء عبر تويتر “كل من يتعامل مع إيران غير مقبول أن يتعامل تجاريا مع الولايات المتحدة. أنا أبحث عن السلام العالمي ، لا شيء آخر!”
يأتي ذلك بعد أن طبقت واشنطن اليوم الحزمة الأولى من العقوبات التجارية على طهران، وأعلنت أن تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات سيكون ابتداءً من 4 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري أيضًا.
وتستهدف العقوبات الأمريكية التي دخلت اليوم الثلاثاء حيز التنفيذ مشتريات إيران في قطاع السيارات والنقل فضلا عن مشترياتها من الذهب والمعادن الأساسية الأخرى.
ويرمي ترامب من وراء الضغط الاقتصادي إلى إجبار إيران على الموافقة على عقد صفقة جديدة، كبديل عن الاتفاق النووي الذي انسحب منه مؤخرًا.
واعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، العقوبات الأمريكية بأنها “حرب نفسية”. ورفض روحاني في تصريح للتلفزيون الحكومي الإيراني فكرة مفاوضات اللحظة الأخيرة قائلا “كنا دائما نفضل الدبلوماسية والمحادثات … بيد أن المحادثات تتطلب الأمانة”.
وتعتبر تركيا أبرز الدول المتمسكة بالعلاقات التجارية مع إيران.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبدى تمسك بلاده بالعلاقات مع إيران رغم التحذيرات الأمريكية المبكرة إلى أنقرة بخصوص العقوبات الأمريكية التي سيعاد فرضها على إيران والمتعاملين معها.
وحسب بيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية للعام الماضي تلبي تركيا نصف احتياجها السنوي من البترول من إيران، أي أنها تستورد من إيران 11.4 مليون طن من البترول، من أصل احتياجها البالغ 25.7 مليون طن.
تركيا لن تطبق هذه العقوبات
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد في وقت سابق على موقف بلاده الرافض للعقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها على إيران.
وقال وزير خارجية تركيا في تصريحات، عقب تحذير وفد أمريكي زار البلاد مؤخرًا من تعرض الشركات التركية لمخاطر تجارية كبيرة إذا استمر تعاملها مع إيران بعد تطبيق العقوبات: “قلنا للوفد القادم من الولايات المتحدة الأمريكية إننا لن نشارك في العقوبات المفروضة على إيران. نحن لا نرى أن هذه العقوبات صحيحة”.
وأوضح مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستتضرر إذا قاطعت إيران، قائلًا: ” نحن نحصل منهم على البترول، وبشروط مناسبة لنا. من أين سنحصل على البترول إذًا؟ ما هو الخيار؟ أنتم تتحدثون من بعيد، ونحن لن ننصاع لذلك. وأوضحنا لهم أن تركيا لن تطبق هذه العقوبات. وقلنا إننا لا نرى العقوبات على إيران صحيحة”.
ويأتي التحدي التركي في ظل تهديد أمريكي بفرض المزيد من العقوبات على أنقرة، بعد وضع وزيرين تركيين ضمن قائمة العقوبات لصلتها باستمرار اعتقال القس الأمريكي أنردو برونسون الذي تصر الولايات المتحدة على الإفراج عنه من جانب تركيا.