ألانيا (زمان التركية)ــ زعم وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أن حكومة بلاده، لم تكن تتعامل مع قضية القس الأمريكي المعتقل لديها كقضية هامة، قائلًا خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية في مدينة ألانيا بمحافظة أنطاليا جنوب تركيا: “لم نكن نعرفه من قبل”.
وقال جاويش أوغلو تعليقًا على أزمة القس الأمريكي أندرون برونسون الذي أدى استمرار اعتقاله إلى فرض عقوبات مؤخرا على وزيرين تركيين: “لم نكن نعرف من هو برونسون من قبل. لم نكن نعرف أن هناك شخص كهذا معتقل إلى أن بدأت السفارة الأمريكية إجراء اتصالات دبلوماسية معنا. بدأت الأزمة من خلال بلاغات من المترجم الخاص به وعدد من الأشخاص. ماذا يمكن أن نستفيد من اعتقال هذا الشخص؟”.
يأتي ذلك رغم أنه من المعلوم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ساوم الإدارة الامريكية العام الماضي على تسليم المفكر الإسلامي فتح الله كولن المقيم في بنسلفانيا مقابل الإفراج عن رجل الدين المسيحي أندرو برونسون.
وأكد جاويش أوغلو أن لقائه مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو المتواجد حاليًا في سنغافوره كان بنّاءً، وقد انعكس ذلك على التصريحات المتبادلة.
وقال جاويش أوغلو: “هناك مشكلات عالقة بين الطرفين. لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. هل المشكلات نتيجة لهذا السبب أم لذاك السبب؟ هل تريدون الحل؟ فلنقم بحلها. علينا أن نجلس ونتحدث حتى نرى كيف سنقوم بحلها. سنتوصل إلى توافق بيننا. سنقوم بإعمال الدبلوماسية، لنقم بحل المشكلة ثم لنعد مرة أخرى إلى أعمالنا. وسنركز على أجندة عمل أكثر إيجابية. العالم أيضًا يحتاج إلى أن تكون منطقتنا أكثر إيجابية. وفي رأي أمريكا هي الأكثر احتياجًا لذلك. وسنقوم بحل هذه المشاكل بهذه العقلية إن شاء الله”.
و زعمت صحيفة (حرييت) أن هناك مساومات جديدة بين تركيا والولايات المتحدة قد تسفر عن إنهاء أزمة القس الأميركي، التي عمّقت التوتر بين البلدين.
وقالت الصحيفة التركية، إن الجانب التركي عرض مؤخرًا تسليم واشنطن القس اندرو برونسون المحتجز لديها منذ عام 2016 قبل إصدار الحكم عليه بتهم “التجسس والارتباط بمنظمات إرهابية”، في مقابل تسليم واشنطن المصرفي محمد هاكان أتيلا، نائب المدير التنفيذي لبنك (خلق) -الشعب- التركي الحكومي، الذي يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات في الولايات المتحدة بتهمة الضلوع في انتهاك العقوبات الأميركية على إيران.
وكذلك تخفيف الحكم القضائي المفترض صدوره قريبًا بحق بنك خلق، والذي من المنتظر أن يتسبب في تغريم البنك مليارات الدولارات، مقابل إطلاق سراح موظفين محليين يعملان بالبعثة الأميركية في تركيا، تم اعتقالهما بزعم أن لهم صلات مع حركة الخدمة وحزب العمال الكردستاني.
ويعتبر ملف القس الأمريكي اندرو برونسون، أهم أسباب توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة في الفترة الأخيرة.
والقس برونسون جرى اعتقاله في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول صدر في حقه مذكرة اعتقال وأرسل إلى السجن.
وتوجه السلطات التركية للقس الأمريكي تهم الانتماء لحركة الخدمة وحزب العمال الكردستاني، مطالبة بالحكم عليه بالسجن 15 عامًا، بالإضافة لـ 20 عامًا أخرى بتهمة التجسس السياسي والعسكري والكشف عن معلومات سرية.