(زمان التركية)ــ قال السفير التركي السابق لدى واشنطن فاروق لوغ أوغلو إنه على عكس ما كان في السابق، يصعب التنبؤ بكيفية تطور الأزمة بين أمريكا وتركيا في ظل وجود الرئيسين دونلد ترامب ورجب أردوغان.
وتناول السفير السابق فاروق لوغ، تاريخ العلاقات بين تركيا وأمريكا قائلا: ” توترت العلاقات التركية الأمريكية أكثر من مرة قبل ذلك. في عام 1964 كانت بسبب خطاب جونسون، وفي عام 1974 بسبب العقوبات التي لحقت عملية السلام في قبرص. ولكنها لم تتدهور وتتوتر بهذا الشكل من قبل بين البلدين؛ لأن المشكلات الثنائية والإقليمية تراكمت فوق بعضها البعض”.
وأوضح لوغ أوغلو الذي عمل سفيرًا لتركيا لدى واشنطن في الفترة بين عامي 2001-2006، أن هناك فرق بين أزمة مفاوضات 1 مارس/ أذار، قائلًا: “لا يمكن التنبؤ بكيفية تطور الأزمة بين أمريكا وتركيا في ظل وجود الرئيسين ترامب وأردوغان. ولكن يمكننا القول إنه لن يكون هناك انقطاع في العلاقات، ولكن سيكون من الصعب معالجة هذه الجراح”.
وأكد لوغ أوغلو أن أزمة القس الأمريكي المعتقل لدى السلطات التركية والمحكوم عليه بالسجن لمدة 35 عامًا بتهم ارتكاب جرائم باسم حركة الخدمة بالرغم من عدم الانتماء لها وكذلك التورط في أنشطة تجسس سياسي وعسكري هي أكبر سبب في الأزمة بين البلدين.
في رد سابق منه على التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا على خلفية قضية القس الأمريكي، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم مبالاته، مستشهدًا بعدم تأثر إيران بالعقوبات التي فرضت عليها.
وأجاب أردوغان خلال مشاركته في قمة البريكس بجنوب أفريقيا على سؤال أحد الصحفيين حول تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات، بقوله: “ألم يفرضوا عقوبات على إيران؟ ماذا حدث لها؟ هل انهارت؟ عندما قال أوباما الشيء نفسه لي أبلغته أننا نحصل على الغاز الطبيعي من إيران وسألته كيف سأوفر الغاز الطبيعي، وكيف سأتدارك شعور مواطني بالبرد خلال فصل الشتاء؟ وأبلغت ترامب بالشيء نفسه”.
وكانت محكمة تركية قد أصدرت قرارًا بالإفراج عن برونسون ووضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله لكن مع عدم تبرئته، وحظرت مغادرته للبلاد، مما أثار غضب الإدارة الأمريكية، وفتح الباب على مصراعيه أمام انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بينيس.
وعلق المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية ماهر أونال على العقوبات التي هددت بها أمريكا إذا استمر اعتقال برونسون، قائلًا: “لا يمكن الموافقة على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا بسبب برونسون”.
ووقال أونال خلال مشاركته في برنامج تليفزيوني على قناة “سي إن إن تُرك” قائلا: “هل نفذت الولايات المتحدة الأمريكية أحكام المادتين 9 و10 من الاتفاق الموقع بيننا فيما يتعلق بإعادة المتهمين من أمريكا عقب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز؟ الجواب لا. قلنا لهم افعلوا اللازم مع رئيس حركة الخدمة فتح الله كولن. هل تم فعل شيء؟ الجواب لا أيضا. وبالرغم من تنفيذنا جميع تعهداتنا ومسؤولياتنا، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتسليح التنظيمات الإرهابية في سوريا، وتقوم بتكوين تنظيمات مسلحة من حزب العمال الكردستاني على حدودنا. من غير المقبول أن يتم التلويح في وجه تركيا بالعقوبات بسبب برونسون من خلال تويتر”.
وفي اول تطبيق للتهديد الأمريكي، طبقت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرًا عقوبات على وزيري الداخلية التركي سليمان صويلو والعدل عبد الحميد جول، كونهما مسئولان بحكم منصبيهما عن “الاعتقال غير القانوني” للقس الأمريكي برونسون، وقررت تجميد أصولهما المالية وممتلكاتهما في الولايات المتحدة وحظرت سفرهما إليها.
يشار إلى أن الصحف الموالية والمقربة من حزب العدالة والتنمية تسلط الضوء على أزمة برونسون بشكل كبير؛ فقد زعم الكاتب الصحفي تامر كوركماز في مقاله بجريدة يني شفق أن القس برونسون هو ضابط بجهاز الاستخبارات الأمريكية.
وقال كوركماز: “إنه ليس قسًا، بل عميل لدى جهاز الاستخبارات الأمريكية. وإنما أمر كونه رجل دين ما هو إلا قناع للتستر على هويته. فقد مكث في تركيا خلال أحداث 15 يوليو/ تموز للسبب نفسه الذي تواجد فيه غراهام فولير في تركيا عام 1964. إنه ضابط بجهاز الاستخبارات الأمريكية. التهديدات تتوالى من ترامب ونائبه ومن البيت الأبيض: لقد تجاوزتم حدودكم. أما أنقرة فترد بالشكل اللازم. ولكنه غير كافٍ. لا يجب الخضوع أمام تلك التهديدات”.
وأكد لوغ أوغلو أنه على قناعة من أن البلدين سيتوصلان لحل أزمة برونسون عاجلًا أو آجلًا، وقال: “لما يعتبر القس برونسون مهمًا بهذا الشكل؟ لأنه بالنسبة للرئيس الأمريكي ترامب ونائبه مايك بينيس هو مبشر؛ أو بقول آخر هو رجل دين راديكالي. الراديكاليون الأمريكان لهم الصفات نفسها للراديكاليين الإسلاميين لدينا.
كما تعرفون أيضًا هناك انتخابات محلية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وهناك نحو مليون مبشر في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا أيضًا يعتبر موقد للانتخابات. لقد تقدم المحامي الخاص ببرونسون بطعن على اعتقاله، ويطعن أيضًا على قرار الإفراج المشروط عن برونسون! أتمنى ان يتم حل هذه الأزمة “.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
‘Türk-Amerikan İlişkilerinde Anahtar Rahip Brunson Kilit İran’