أنقرة (زمان التركية) – أصبح مؤتمر “القبارصة بالخارج” الذي أقيم مؤخرا في قبرص اليونانية ساحة تصريحات إسرائيلية ومصرية تتحدى تركيا، وتهددها برد عسكري.
وشارك سفراء إسرائيل ومصر وأمريكا المعتمدين لدى قبرص اليونانية في مؤتمر “القبارصة بالخارج”.
وذكرت قناة NTV التركية أنه خلال كلمته بالمؤتمر وصف السفير الإسرائيلي آمي رافيل أفعال تركيا المستنكرة لتنقيب القبارصة عن الغاز الطبيعي بالتحريضية متمنيا ألا تضطر بلاده للتدخل العسكري بسبب التهديدات التركية.
وفي كلمتها خلال الاجتماع هددت السفيرة المصرية مي طه محمد بعدم التهاون في استخدام القوة العسكرية ضد تركيا إذا استدعى الأمر ذلك.
هذا وشددت السفيرة الأمريكية كاثلين دورتي أن موقف تركيا تجاه القبارصة غير مقبول.
وكانت مصر حذرت تركيا في وقت سابق من المساس بحقوقها الاقتصادية في منطقة شرق البحر المتوسط بموجب اتفاقية أبرمتها مع قبرص لترسيم الحدود البحرية عام 2013 تسمح بالتنقيب عن الغاز في المنطقة.
وساهم اكتشاف مصر لحقل ظهر العملاق للغاز في عام 2015 في تشجيع سباق للتنقيب في منطقة شرق البحر المتوسط التي يعتقد أنها تحتوي على مخزون كبير من الغاز الطبيعي المهم لأوروبا المتعطشة للطاقة.
كما أن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو اعترض على اتفاقية 2013 بين مصر وقبرص عندما أعلن أن تركيا تخطط لبدء أعمال التنقيب في شرق البحر المتوسط قريبا.
واتهم شاويش أوغلو القبارصة اليونانيين بالقيام “بشكل أحادي بأنشطة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط”. وكان يتحدث في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية.
وقال للصحيفة “القبارصة الأتراك، بصفتهم شركاء في ملكية الجزيرة، لهم حقوق غير قابلة للتصرف في الموارد الطبيعية المحيطة بها.”
وردا على ذلك، قال أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن اتفاقية 2013 “لا يمكن لأي طرف أن يُنازع في قانونيتها” مضيفا أنها مُودعة لدى الأمم المتحدة كاتفاقية دولية.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد عبرت عن رفضها لأعمال تنقيب عن النفط والغاز تجريها قبرص شرقي البحر المتوسط.
وقالت الوزارة في بيان إن “استمرار قبرص في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز بشكل أحادي أمر غير مقبول.”
وشدد على أن “تركيا حازمة في حماية حقوقها ومصالحها على الجرف القاري، ومواصلة دعمها لقبرص التركية”.
ولفت البيان إلى قيام تركيا بالاستعدادات اللازمة لتنفيذ الأنشطة المختلفة في مناطق الترخيص شرقي البحر الأبيض المتوسط، في إطار رخصة التنقيب الحاصلة عليها من قبل جمهورية قبرص التركية.
وتشدد أنقرة على أن عدم وقف قبرص التنقيب عن النفط والغاز من شأنه إفشال مساعي إيجاد حل شامل لأزمة الجزيرة المنقسمة إلى شطرين تركي في الشمال ورومي في الجنوب.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.