أنقرة (زمان التركية) – خلال الأيام الأخيرة، بل في السنوات الأخيرة كانت إسرائيل إحدى الدول التي عاشت تركيا معها مشكلات سياسية كبيرة، لكن على العكس تمامًا ظل هناك تبادل تجاري يحافظ على نموه باستمرار.
ومؤخرا علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قانون “القومية اليهودية” الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، ويعطي الحق لليهود دون العرب في تقرير المصير، قائلا: “هذا القانون هو إثبات قطعي بأن إسرائيل هي أكثر دولة فاشية وعرقية وصهيونية في العالم”.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات أردوغان “الذي يقتل السوريين والأكراد ويعتقل الآلاف من مواطنيه” بمثابة إطراء على القانون، قائلا: “انتقاد هذا الديمقراطي الكبير(!) لقانون الدولة اليهودية القومية هو بمثابة مدح لنا”.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تحمي الحقوق المتساوية للمواطنين عن طريق القوانين زاعما تحول تركيا إلى ديمقراطية مظلمة في ظل إدارة أردوغان.
وقبل هذه الواقعة العلاقات السياسية بين الدولتين توترا شديدا نتيجة لتصريحات أردوغان عن نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
بعيدا عن كل التوترات وبالنظر إلى الماضي التجاري بين البلدين يتبين ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل منذ عام 2002 وحتى عام 2017 بواقع 2.5 ضعفًا، حيث ارتفعت الصادرات بواقع 3 أضعاف ما كانت عليه وارتفعت الواردات بواقع 1.8 ضعف ما كانت عليه.
ومن الممكن القول بأن حادثة سفينة المساعدات “مافي مرمرة التي وقعت عام 2010 لم تؤثر سلبا كثيرا على العلاقات التجارية بين البلدين بسبب الزيادة التي شهدتها الصادرات والواردات في عام 2011، لكن الصادرات والواردات بين البلدين شهدت تراجعا في عام 2012.
وبالنظر إلى ما بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس في نهاية عام 2017 والذي اعترضت عليه أنقرة بشدة وصدر عن أردوغان تصريحات نارية تجاه إسرائيل بسببه، يمكن رؤية زيادة بنسبة 0.3 في الصادرات و0.1 في الواردات و0.2 في إجمالي حجم التبادل التجاري وذلك عند مقارنة بيانات الأشهر الثلاث الأولى لعام 2018 ببيانات العام الماضي.
ويمكن الاستنتاج من ما مضى، أن الأزمات السياسية بين البلدين لا تؤثر كثيرًا على العلاقات الاقتصادية بل هي مستمرة في النمو.
وكانت المعارضة التركية قد طالبت بقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل عقب مقتل نحو 60 متظاهر على الأقل في قطاع غزة خلال مسيرات العودة الكبرى، وتم رفض أي مقترح حول إلغاء الاتفاقيات الثنائية بين البلدين من البرلمان بأصوات نواب حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، بل واتهم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو المطالبين بإلغاء الاتفاقيات بالانتهازيين.
ويشار هنا إلى أنه في إطار اتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين الموقعة في عام 2016 قدمت إسرائيل 20 مليون دولار تعويضات لضحايا حادثة مافي مرمرة.
من وجهة نظر المعارضة أردوغان وحكومته متهمان بالنفاق بسبب تحديهما إسرائيل عبر تصريحات سياسية من جهة، لكن من جهة أخرى هناك اتفاق تطبيع ساري معها وتبادل تجاري متنامي.