برلين (زمان التركية)ــ يعرف المجتمع التركي بعاداته وتقاليده المتوارثة عبر الأجيال، فمنها ما يتشابه مع العادات والتقاليد العربية إلى حد بعيد، ومنها ما يثير الاهتمام، مثل عادة الحرص على تقديم الماء مع القهوة التركية للضيوف.
تتميز القهوة التركية بمذاقها الفريد وطريقة تحضيرها المميزة، مما دفع منظمة اليونيسكو لضمها إلى قائمة “الميراث الثقافي غير المادي”.
في عهد الدولة العثمانية جرت العادة بأن يكرم الضيف فور وصوله بفنجان من القهوة، ولكن القهوة لم تكن تأتي بمفردها، إذ كان هناك حرص شديد على وضع كوب من الماء بجانبها؛ فإن شرب الضيف الماء قبل القهوة، فهذا يعني أنه جائع، ما يعني الاستعجال في تحضير الطعام.
أما إذا بدأ الضيف باحتساء القهوة قبل الماء، فإن هذا يعني أنه ليس جائعًا، وأنه جاء لتبادل أطراف الحديث مع أهل الدار. وبهذا لا يسأل صاحب الدار ضيفه عما إذا كان جائعا أو لا، ولا يحتاج الضيف لإحراج نفسه.
كما أن هناك رواية أخرى تقول إنه في عهد الدولة العثمانية كان هناك خادمان مختصان لتذوق الطعام قبل وضعه امام الملك للتأكد من أنه غير مسموم، وكذلك كانوا يفعلون مع القهوة. ولمعرفة ما إذا كانت القهوة مسممة أو لا كان السلطان يضع إصبعه في القهوة ثم يضعه في الماء، ويبدأ في مراقبة حركتها في الماء.
ولكن هناك جانب طبي وعلمي في هذا الأمر، إذ أن التقارير الطبية تتحدث عن أن القهوة تحتوي على أملاح “الأوكزالات” التي تسبب تشكل الحصاوي في الكلى. لذلك فإن الماء الذي يشرب مع القهوة يساعد الجسم على تقليل أضرار من هذه الأملاح.
وكذلك تحتوي القهوة على نسبة عالية من الكافيين المدر للبول، مما يجعلها تساعد الجسم في التخلص من الماء. ويعني ذلك أن الماء المقدم مع القهوة التركية يعوض ما يخسر الجسم من المائ الذي له أهمية قصوى لصحة جسم الإنسان. كما أن تقديم شرب الماء على احتساء القهوة ينظف الفم ويلعب دورا في تذوق لذة القهوة في أعلى مستويات.
وللماء فائدة أخرى، فمن أجل الحفاظ على الأسنان وعدم صبغها بلون القهوة ينصح الخبراء بشرب الماء بعد الانتهاء من فنجان القهوة.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي: